دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الشرك والعبادة لغير الله

الدكروري يكتب عن الشرك والعبادة لغير الله

الدكروري يكتب عن الشرك والعبادة لغير الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمه، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، فروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت “كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته ” اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم” رواه مسلم.

فهل سمعتم بعد كلام الله أحسن من هذا الكلام؟ فما أجمل وقت السحر، يوم تناجي الله، يوم ينزل إلى سماء الدنيا، فيقول هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟ ويقول محمد إقبال شاعر الإسلام ” يا رب لا تحرمني أنّة السحر، يا رب اجعلني من البكائين الخاشعين لك في السحر، يا رب إذا حرمتني جلسة السحر، فإن قلبي يقسو ولن يلينه شيء” فهذا هو الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في عبادته، في صلاته وصيامه، في قراءته وذكره، وهو أسوتكم وقائدكم إلى الجنة، ونجاتكم مرهونة باتباعه، وعقدكم وسيركم إذا لم يكن على سنته، فهو الهلاك والدمار، وهو العار والخسار، في الدنيا والآخرة، فقال تعالي ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” فيا من أراد الجنة، ويا من أراد النجاة.

ويا من أراد الفلاح، ويا من أراد الخير والعدل والسلام والله ليس لك قدوة، لا زعيم، ولا رائد، ولا مصلح، ولا إمام، ولا عابد، ولا منقذ، ولا معلم، إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وإن من صور الإفساد في الأرض، هو ما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم رحمهما الله وهي الشرك بالله عز وجل، والشرك هو مساواة غير الله بالله، فعبادة غير الله تعالى والذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والدعوة للقبور، والمزارات أن تعبد من دون الله تعالى، وأن تشد الرحال إليها، والتوكل عليها، والاستعانة بها، والحلف بها، كل هذا من الإفساد في الأرض، وكذلك أيضا نشر البدعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين، فقال في حديث السدة عائشة رضي الله عنها، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال.

” من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” فمن يدعو الناس إلى البدع، وأن هناك بدعة حسنة، فإن هذا من تنقص دعوته صلى الله عليه وسلم، واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يؤد الرسالة كاملة صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا نشر المنكرات والدعوة إليها، ونشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، والله عز وجل، قد نهى عن ذلك، وقد مدح الله تعالى من يأمر الناس بالمعروف وينهى عن المنكر، لأنهم يسعون في الأرض بالإصلاح، فيا أيها الناس صلوا وسلموا على من جمّلنا المجلس بذكره، محمد صلي الله عليه وسلم، فقد أمركم بذلك ربكم، فقال الله تعالي ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي صلوا عليه وسلموا تسليما”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى