مقال

دورات الطاقة البشرية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دورات الطاقة البشرية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، فإن رحاب النبي صلى الله عليه وسلم واسعة، فهو بستان العارفين، ومُتنزه المحبين، يحنون إلى سيرته وشمائله وأخلاقه، فيقطفون منها على قدر جهادهم في حب الله، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول قائل إن مثلي ومثلك يا رسول الله، كمثل أعرابي ضل الطريق في الصحراء، فلما طلع عليه القمر، اهتدى بنوره، فقال ماذا أقول لك أيها القمر؟ أأقول رفعك الله؟ لقد رفعك الله، أأقول لك نوّرك الله؟ لقد نوّرك الله، أأقول جمّلك الله؟ لقد جمّلك الله، وأنا ماذا أقول لك يا سيدي يا رسول الله؟ أأقول رفعك الله؟ لقد رفعك الله فقال تعالي ” ورفعنا لك ذكرك ” أأقول نوّرك الله؟ لقد نورك الله تعالي فقال عز وجل ” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ”

أأقول جمّلك الله؟ لقد جملك الله فقال تعالي ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا ” ولو يعلم الذين آذوا النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمات أو الأفعال، كيف كانت رحمته بهم، وكيف كانت شفقته عليهم لذابت قلوبهم محبة له ورغبة في اتباعه صلى الله عليه وسلم، فإن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم له حلاوة تتذوقها القلوب المؤمنة، وتهفو إليها الأرواح الطاهرة، وهو في ذاته قربة كبرى يتقرب بها إلى الله كل مُريد رِضوانه ومثوبته جل وعلا، وأما عن دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكى والشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير، وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفا وهى المقصودة بالتحذير فى هذا الموقع.

فقد أفسدت في واقع شباب الأمة، وكثير ممن ظاهرهم الخير فيها وأخذتهم بعيدا عن منهج الحياة الصحيح، وربما كان أصل تسميتها التنمية البشرية دال على أصلها الذي انبثقت عنه من حركة القدرات البشرية الكامنة التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه، فينبغى الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقها ومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر، للأغرار ومن ثم تشكل طعما خطيرا يجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة، وأما قضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلة بستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس، أسأل الله العظيم أن يحمي شبابنا منها، وقد سبق لنا بيان أن ما يعرف بعلم التنمية البشرية.

فيه ما هو نافع مفيد، كالدورات المتعلقة بالتخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت، ودورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية، ودورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء، ونحو ذلك، وفيه ما هو خطير المنهج فاسد الطريقة من الجهة الشرعية، كالجوانب المبنية على مغالطات الفلسفة والفرضيات والنظريات الخاطئة، مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية، ونحو ذلك، وأن النصيحه هنا هو ألا تطلقوا الأحكام الشرعية مباشرة على الأسماء والألقاب المجملة، التي يدخل في مضمونها العديد من التصورات والأفكار والنظريات، وتنتشر مفرداتها على مساحة واسعة من التنوع والتعدد، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” وإنما تقع الشبهة لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم.

لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة، بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه، ويقول أيضا وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفى والإثبات، دون الاستفصال فهو يوقع في الجهل والضلال، والفتن والخبال، والقيل والقال، وقد قيل أن أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى