مقال

الدكروري يكتب عن الفراغ السياسي بعد وفاة يزيد بن معاوية

الدكروري يكتب عن الفراغ السياسي بعد وفاة يزيد بن معاوية

الدكروري يكتب عن الفراغ السياسي بعد وفاة يزيد بن معاوية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السنة النبوية الشريفة الكثير عن الفتوحات الإسلامية، وقيل أنه كان بعد وفاة الخليفة الأموي يزيد بن معاوية قد اختلف الناس بخراسان ونكثوا بيعة واليها سلم، وقال الطبري، أنه خرج سلم عن خراسان وخلف عليها المهلب بن أبي صفرة، فلما كان بسرخس لقيه سليمان بن مرثد وهو أحد بني قيس بن ثعلبة، فقال له، من خلفت على خراسان؟ قال المهلب، فقال له هل ضاقت عليك نزار؟ حتى وليت رجلا من أهل اليمن، فولاه مرو الروذ والفارياب والطالقان والجوزجان، وولى أوس بن ثعلبة بن زفر هراة، ومضى فلما صار بنيسابور لقيه عبد الله بن خازم فقال له من وليت خراسان؟ فأخبره، فقال له أما وجدت في مضر رجلا تستعمله.

 

حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل ومزون عمان، وقال له اكتب لي عهدا على خراسان، فقال، أوالي خراسان أنا، قال اكتب لي عهدا وخلاك ذم، قال فكتب له عهدا على خراسان، قال فأعني الآن بمائة ألف درهم فأمر له بها، وأقبل إلى مرو، وبلغ الخبر المهلب بن أبي صفرة، فأقبل واستخلف رجلا من بني جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقد وردت هذه الرواية لدى ابن الأثير، والذهبي، وهي توضح لنا مدى الفوضى والفراغ السياسي في الدولة بعد وفاة يزيد بن معاوية، مما أسهم في اضطراب أقاليم الأطراف أكثر فأكثر، وتأجج العصبية القبلية في البلاد عامة، وفي خراسان على وجه التحديد، ورفض القيسية قبول إمارة اليمانية، ونتيجة للأوضاع المضطربة أولا.

 

ورغبة من المهلب أن ينأى بنفسه عن الصراعات القبلية ثانيا، فقد ترك خراسان بعد أن استخلف عليها وعاد إلى البصرة، وكان بعد وفاة الخليفه يزيد بن معاوية سنة أربعه وستين من الهجره، فقد طالب عبد الله بن الزبير بالخلافة ودعا إلى نفسه، فبايعه أهل الحجاز وأتته بيعة الكوفة والبصرة وخراسان واليمن ومعظم الشام، وفي سنة خمسه وستين من الهجره، قد عهد ابن الزبير إلى المهلب بولاية خراسان بعد أن زاره في مكة، وعند وصول المهلب إلى البصرة، وهو في طريقه لخراسان كانت المنطقة تعاني من هجمات متزايدة قام بها الأزارقة مستغلين أوضاع البلاد، وفي ذلك الوقت كانت تشكل خطرا كبيرا على الدولة، وكانت الأزارقة من أشد فرقهم بقيادة نافع بن الأزرق.

 

والذي انضم مع أصحابه إلى ثورة ابن الزبير ثم فارقوه عندما لم يجدوه على رأيهم، وقد انتشر الخوارج في البصرة والأهواز وما وراء بلاد فارس حتى عظم أمرهم، ولما وصلت أخبار توجه الأزارقة إلى البصرة، أصاب أهلها الهلع، فرحل كثير منهم ولجأ قسم إلى الأحنف بن قيس لإنقاذ الأمر الذي ذهب بدوره إلى والي البصرة الحارث بن عبد الله، واتفقا على اختيار المهلب لحربهم لكنهم احتاروا في كيفية إقناع المهلب بالحرب إلى أن قاموا بالكتابة على لسان ابن الزبير، فأتي بذلك الكتاب فلما قرأه قال فإني والله لا أسير إليهم إلا أن تجعلوا لي ما غلبت عليه، وتعطوني من بيت المال ما أقوي به من معي، وأنتخب من فرسان الناس ووجوههم وذوي الشرف من أحببت.

 

فوافق أهل البصرة على طلب المهلب، وجهز جيشه حتى طرد الأزارقة وأخرجهم من البصرة فلم يقاتلهم إنسان قط كان أشد عليهم ولا أغيظ لقلوبهم منه، وقد نقل مثل ذلك كل من ابن الأثير، وابن مسكوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى