
الدكروري يكتب عن بكاء النبي من صنيع عمران
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم، وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكي لموقف من عمران بن حصين وقيل أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت تعظمه فقالوا له كلم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “أوسعوا للشيخ” وعمران وأصحابه متوافرون فقال حصين ما هذا الذي بلغنا عنك، إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك حصين خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا حصين كم تعبد من إله؟” قال سبعا في الأرض وواحدا في السماء، قال “فإذا أصابك الضر من تدعو؟” قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فإذا هلك المال من تدعو؟”
قال الذي في السماء، قال صلى الله عليه وسلم “فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أرضيته في الشكر أم تخاف أن يغلب عليك”، قال ولا واحدة من هاتين، فقال صلى الله عليه وسلم، وعلمت أني لم أكلم مثله، فقال صلى الله عليه وسلم “يا حصين أسلم تسلم” قال حصين إن لي قوما وعشيرة فماذا أقول؟ فقال صلى الله عليه وسلم “قل اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني” فقالها حصين فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، بكى وقال “بكيت من صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران ولم يتلفت ناحيته، فلما أسلم قضى حقه فدخلني من ذلك الرقة” فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه قوموا فشيعوه إلى منزله.
فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا صبأ وتفرقوا عنه، وقال الحسن تذاكر سمرة وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكتتين، سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين، فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب فكان في جواب أبي بن كعب، أن سمرة قد صدق وحفظ، وعن أبي قتادة قال قال لي عمران بن حصين الزم مسجدك قلت فإن دخل علي قال فالزم بيتك، قال فإن دخل علي بيتي قال، فقال عمران بن حصين ” لو دخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله” ولقد كان لعمران عظيم الأثر في غيره، ويبدو ذلك جليا من هذا العدد الكبير من التلامذة الذين نهلوا من علمه، وتربوا على يديه.
وكان منهم، بشير بن كعب بن أبي وكنيته أبو أيوب وهو من كبار التابعين، وبلال بن يحيى وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وتميم بن نذير وكنيته أبو قتادة وهو من كبار التابعين، وثابت بن أسلم وكنيته أبو محمد وهو من الطبقة دون الوسطى من التابعين، وحبيب بن أبي فضلان وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحجير بن الربيع وكنيته أبو السوار وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحسان بن حريث وكنيته أبو السوار وهو من كبار التابعين، والحسن بن أب الحسن يسار وكنيته أبو سعيد وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، وحفص بن عبد الله وهو من الطبقة الوسطى من التابعين، والحكم بن عبد الله بن إسحاق وهو من الطبقة الوسطى من التابعين.