مقال

الدكروري يكتب النكاح في الفقه الإسلامي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب النكاح في الفقه الإسلامي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي في موضوع الزواج الكثير والكثير حيث قال أبو بكر رضي الله عنه أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما رغبهم الله تعالى في التزويج ووعدهم عليه من الغنى فقال “إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله” وإن من فوائد النكاح العظمى أنه درء للمفسدة التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله “إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” فإن هذه المصالح المترتبة على الزواج العائدة على الفرد والمجتمع تحول دون تحقيقها عوائق، من أهمها هو غلاء المهور ونفقات الزواج وتزايدها والإكثار من الكماليات التي لا فائدة لها، حتى صار الزواج عند بعض الناس من الأمور المستحيلة أو الشاقة جدا إلا بديون تشغل الذمة فتجعل الشاب أسيرا لدائنه.

وإنه لا يمكن القضاء على هذه العقبة إلا بأولياء، في إيمانهم أقوياء، إذا أتاهم من يرضون دينه وخلقه زوجوه، بما لا يثقل كاهله، وبما يتيسر مما معه، وأعانوه على زواجه، وأن يفكروا ما هو المقصود من النكاح، أهو المال وأن المرأة سلعة تباع وتمنع بحسب ما يبذل فيها من المال ؟ وكل هذا لم يكن ؟ فالمرأة أكرم من السلعة، وهي أمانة عظيمة، وجزء من أهلها ولنرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه في هذا وفي غيره، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا لا تغلو في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نساءه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية.

وان الرجل ليغلو في صداقه حتى يكون لها عداوة في نفسه وحتى يقول كلفت إليك علق القربة أي تكلفت دفع كل شيء عندي إليك حتى علق القربة وهو الحبل الذي تعلق به، فيا أيها المسلمون، فلنتقي الله في أنفسنا، وفي فتياتنا، ونحاول أن نسعى في زواجهن كل ما أعطينا من إمكانيات، وأن يحمد العبد ربه إذا قدما لفتياته من فيه دين وخلق وأمانة، فإن هذه الفتاة أمانة في أعناق أبيها وأمها، إلى أن يتسلمها زوج ذو تقي وصلاح تسعد في حياتها،وهذا شرع الله، فتمسكوا بشريعة ربكم، وقوموا بما أوجب الله عليكم، فإن غلاء المهور موجب لتعطيل كثير من النساء والرجال عن الزواج ولربما حاول البعض الزواج من الخارج الذي يسبب له مصائب ومتاعب كثيرة وربما يحصل به تغيير المجتمع في عاداته وأحواله وربما في عباداته.

لأن للخلطة تأثيرا كبير في تغيير الأمور، فلنتقي الله في مهور النساء، لننفق على الحد المعقول لا إفراط ولا تفريط ومن العوائق عن الزواج أيضا عزوف كثير من الشباب نساء ورجال عن الزواج بحجج واهية أوهن من بيت العنكبوت، منها احتجاجهم على عدم الزواج بتكميل الدراسة وهذه حجة داحظة فان النكاح لا يمنع من المضي في الدراسة والنجاح فيها، بل ربما يكون عون على ذلك فأن الشاب الصالح إذا وفق بزوجة صالحة وسادت بينهما روح المودة صار كل واحد منهما عونا للآخر، على دراسته وقد لوحظ أن الطلبة المتزوجين هم المتفوقون في الدراسة في الغالب فاتقوا الله أيها الشباب ولا يكون هذا عائق لكم عن الزواج إن استطعتم إلي الزواج سبيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى