
قال أمير البيان مصطفي صادق الرافعي رحمه الله؛
(من أوصاف النبي ﷺ أنه كان طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، ليس بالجافي ولا المَهِين، يعظِّم النعمة وإن دقَّت، لا يذمُّ منها شيئًا، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّي الحق لم يقُم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها؛ وكان خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبَّه، ولا يحسب جليسُهُ أن أحدًا أكرم عليه منه، ولا يَطوي عن أحدٍ من الناس بِشْرَه، قد وسِعَ الناسَ بَسْطُه وخُلُقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواء؛ يُحسِّن الحسن ويقوِّيه، ويقبِّح القبيح ويُوهيه، معتدل الأمر غير مختلف)
وحي القلم (٣٦/٢)
الجافي: القاسي الغليظ، بشره: سروره وابتسامه وبسطه