
الدكروري يكتب عن رسالة عيسي عليه السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن في رسالة نبي الله عيسي عليه السلام نسخ بعض الأحكام الشرعية التي كانت قبله تخفيفا، وكما في رسالته عليه السلام لا وساطة بين الخالق والمخلوق في الدعاء والعبادة، وفي رسالته عليه السلام القيام بالعبادات، وفي رسالته حسن المعاملة والأخلاق الفاضلة، وفي رسالته الرحمة لمن أرسل إليهم، فهذا هو سيدنا المسيح عيسى بن مريم بنت عمران، روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وآخر أنبياء بني إسرائيل، وهو عيسى بن مريم نسبه إلى أمه لأنه مولود من غير أب، وقد قيل أنه سُمي المسيح لمسحه الأرض، وهو سياحته فيها، وفراره بدينه مِن الفتن في ذلك الزمان، لشدة تكذيب اليهود له، وافترائهم عليه وعلى أمه، عليهما السلام، وقيل لأنه كان ممسوح القدمين، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال.
قال النبى صلى الله عليه وسلم ” رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى، فأحمر، جعد، عريض الصدر” رواه البخارى وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” الأنبياء إِخوة لعلات، ودينهم واحد، وأمهاتهم شتى، وأنا أَولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويعطل المِلل حتى تهلك في زمانه المِلل كلها غير الإسلام، ويُهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، وتقع الأَمنة فى الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم.
ويلعب الصبيان والغلمان بالحيّات، لا يضر بعضهم بعضا، فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يتوفى، فيُصلي عليه المسلمون ويدفنونه” وأن أولى الناس بعيسى هو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فهو القائل أنا أولى الناس في الأولى والأخرة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي” رواه البخاري، فيجب علينا جميعا الإيمان بعيسى عليه السلام لأن الإيمان به هو من الإيمان بالله، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة البقرة ” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ”
وهكذا فإن الإيمان برسالة نبى الله عيسى عليه السلام يوجب دخول الجنة، فإعلموا أن من موجبات الجنة هو الإيمان بأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فعن عُبادة بن الصامت رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وكلمته إلقاها إلى مريم وروح منه والجنة والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل” رواه البخاري.