الدكروري يكتب عن

الدكروري يكتب عن إن الله تعالى طيب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن
روي عن البحتري بن حارثة أنه قال دخلت على عابد مرة فإذا بين يديه نار قد أججها وهو يعاتب نفسه فلم يزل يعاتبها حتى مات، وكان توبة بن الصمة بالرقة وكان محاسبا لنفسه فحسب فإذا هو ابن ستين سنة فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال يا ويلتي ألق المليك بأحد وعشرين ألف ذنب كيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب، ثم خر مغشيا عليه فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى، وعن أحمد بن العباس النمري قال، قال رجل من عبد القيس من أهل البصرة ذكر عنه فضلا أثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن بها تملك الدنيا فإن أنا بعتها بشيء من الدنيا فذلكم الغبن لئن ذهبت نفسي بدنيا أصبتها.
لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم” وقال تعالي كما جاء في سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون” ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له” رواه مسلم، وإن التدخين خبيث بكل ما تحمله الكلمة من معنى خبيث في الرائحة، خبيث في الآثار على الإنسان عموما.
لو عاد الإنسان إلى عقله وفكر وتأمل وأما ضرره على البدن، فإنه يضعف البدن، ويضعف القلب، ويحدث مرض السرطان والسل والسعال، ويفضي إلى الموت، فكم من إنسان أنهك جسمه، وأفسد صحته، وقتل نفسه بما تعاطاه من هذا الدخان، ولا تغتروا بما يُرى من بعض الناس الذين يشربونه وأجسامهم سليمة فإن هؤلاء المدخنين ليسوا بحسب مظهرهم، واسألهم ماذا يحدث لهم من قلة الشهية، وكثرة السعال، والنزلات الصدرية، والفتور العام، حتى في علاقته الجنسية مع زوجته مما جعل التدخين سببا ضمن قائمة أسباب ظاهرة الطلاق، والتعب الشديد عند أقل عمل وكلفة، وأما عن آثار التدخين على الفرد من الناحية الدينية فقد قال الله عز وجل في سورة المائدة.
” إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” فذكر الله تعالى أن من أسباب تحريم الخمر والميسر الصد عن الذكر وعن الصلاة وهذه العلة هي متحققة أيضا في الدخان، لأن شاربه في العادة يهرب عن حلق الذكر والقراءة ويألف اللهو، والباطل عادة وهو غالبا من أكسل الناس عن الصلاة, وأبعدهم عن حضور المساجد إلا ما شاء الله ومن صلى منهم رأيت عليه آثار التثاقل، فهو لا يأتي الصلاة إلا دبارا وهكذا سائر العبادات وبالأخص الصيام فإنه أثقل على المدخنين من غيره،لأنهم به ينفطمون عن لذتهم وسلوتهم وهي التدخين وينالهم بتركه آلام وصعوبات نفسية.