مقال

الدكروري يكتب عن إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد صدق الشاعر حين قال إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا، فإن التعري، ومثله التجسيم ولبس الضيق، والشفاف والقصير وأشباهه، حينما يكون بين الناس في الطرقات والشوارع والمصالح، لا للأزواج في البيوت، فهذا هو التبجح بالتعري، والتصميم عليه، والتفنن فيه، والفتوى بجوازه واحتشامه وتمرير الآباء والأزواج والمحارم له، دياثة وانحطاط جاهلي، وجذب النساء والبنات والأسر لبعضهن من خلال التقليد والتشجيع على اللحاق بالمشهد المقزز في الشوارع احتجاجا أنه محل إعجاب العيون وملاحظتها، أو بحجة أنه لا يوجد غير ذلك في الأسواق، كل هذا مخالف للفطرة ومكافح لها، وإهانة للإنسان، وبذل من كرامته وكرامتها، وعرض جوهرة ثمينة لتبتذل بين الناس.

 

واستهانة بالأعراض لمن يدّعي الغيرة والشرف، وإن المحصلة هو أن جوهرة ثمينة وعرضا مصونا صار يُعرض، تبتذل وتتلقفها أعين وتلوكها ألسنة ويقترب منها أفاعى، في موجة النفور عن الدين، وفي وقت الحرب الشديدة عليه اليوم، وضعف أهله، في هذه الموجة يتراجع شرفاء، وتنحسر العفة، ويخسر الناس من أعراضهم بعدما خسروا من دينهم وحريتهم وآمالهم وطموحاتهم، وثورتهم موءودة الأحلام، فتذكر وأنت تقرأ كتاب ربك، وأبلغ أهلك، وأبلغ أرحامك وجيرانك وزملاءك وأصدقاءك والناس جميعا، أن التعري ومثله التجسيم عقوبة، وحالة طارئة ترفضها الفطرة، وأبلغهم أن الله سمّى التعري فاحشة، ومعنى كونه فاحشة أي فَحُش قبحه وزاد سوؤه وإنكاره في الفطرة وفي الشرع.

 

فإن آدم وزوجه طفقا يخصفان أى يرقعان على سوءاتهما من ورق الجنة، على عجل وتستر فليستتر امرؤ ولتستتر مؤمنة كما أمرها الله تعالى، ولا تحتل عليه سبحانه، فالحيلة والمكر على الله لا يجوز، بل يجب أن تنظر فيما شرط الله تعالى من أمره وكيف تستوفي أمر الله الشرعي بالحجاب المأمور، فإن العفة عنوان لهذا الدين، والعفة شكلا ومضمونا، ونحن على خصام مع الحضارة الغربية في إباحيتها وتعريها وقتلها للفطرة أو محاولة انقلاب الفطرة، ونحن أمة شعارها، كما قال جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، للنجاشي ملك الحبشة “ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة” ونقول للخلق جميعا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.

 

وقد قال تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب” وقال القرطبى، فى قوله تعالى “من النساء” بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن، لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء” رواه البخاري ومسلم، فإن فتنة النساء أشد من جميع الأشياء، ويقال في النساء فتنتان، وفي الأولاد فتنة واحدة، فأما اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدي إلى قطع الرحم، لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات، والثانية يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام.

 

وأما البنون فإن الفتنة فيهم واحدة وهو ما ابتلي بجمع المال لأجلهم، وروى عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب” حذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن في إسكانهن الغرف تطلعا إلى الرجال، وليس في ذلك تحصين لهن ولا ستر، لأنهن قد يشرفن على الرجال فتحدث الفتنة والبلاء، ولأنهن قد خلقن من الرجل، فهمتها في الرجل والرجل خلق فيه الشهوة وجعلت سكنا له، فغير مأمون كل واحد منهما على صاحبه، وفي تعلمهن الكتاب هذا المعنى من الفتنة وأشد، وفي كتاب الشهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أعروا النساء يلزمن الحجال”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى