مقال

الدكروري يكتب عن اصدع بكلمة الحق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اصدع بكلمة الحق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد أصبح النفاق هو الذي يسود أرجاء المجتمعات الآن، فلا تجد من يصدع بكلمة الحق، لذا فقد غرقت المجتمعات في مستنقع من الكذب والوهم، وليتك تسكت فقط عن قول الحق، بل إنك تزين الباطل في عيون من يفعله، وهكذا يصبح المرتشي مؤديا لعمله بإخلاص، ويصبح السارق بطلا، إلى غير ذلك من النماذج المشوهة التي أصبحت تملأ حياتنا، لتشكل هياكل الطموحات التي يتطلع الناس للوصول إليها، فحينما يهم المرء بقول كلمة الحق تتصاعد إليه عدة جمل تنكر عليه قول الحق وأنا مالي؟ أو يقول هوه أنا مصلح الكون؟ وغيرها من مثبطات قول الحق، فإذا ما شجعه شخص على التجرؤ لكي يقول الحق، يتخذه الناس عبرة.

 

ويقولون ” أوعى تعمل زى فلان، ده حصل له كذا وكذا” فإن قول الحق والتخلص من الكذب والنفاق، هو طريق المجتمع نحو التقدم، ومن الواجب أن أول من ينطق بكلمة الحق هم الدعاة إلى الله والعلماء والمربون، فعلى الدعاة اليوم العمل على إخراج الناس من هذا المستنقع العفن الذى تردوا فيه من عدم قول كلمة الحق أو الاحتفاء بها، وكأن الأمر لا يعنيهم، ويكون ذلك بطرح النماذج المشرقة لسلف الأمة، الذين وقفوا وقفات مشرفة ضد أهل الباطل أو من بيدهم الأمر، ولقد كان اهتمام العلماء بالوقوف بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبيان الحق والدعوة إليه، وبيان الباطل والتحذير منه من أهم سمات المسلمين الأوائل.

 

فعلى كل منا أن يسأل نفسه هل قضى ما عليه فيما يرى من منكرات في مجتمعاتنا وفي أسواقنا؟ وهل قام كل منا بالواجب الملقى على عاتقه، ولم تأخذه في الله لومة لائم؟ أم أنه بدأ يحسب ويضرب أخماسا في أسداس وتخاذل في نهاية المطاف عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب على كل قادر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ” من رأى منكم منكرا فليغيرة بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” ولو أن كل منا قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما آلت الأمور إلى ما أصبحنا عليه الآن.

 

ونخشى إن لم يتداركنا الله برحمته أن يعمنا الله بعقاب من عنده، يعم الصالح والطالح، فقد قالت زينب ابنة جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نعم، إذا كثر الخبث ” رواه البخارى ومسلم، فعلى كل منا أن يؤدى ما في مقدوره، وليعلم أنه موقوف بين يدى الله تعالى غدا فسائله عما فعله وهو عز وجل الذى سيحاسبه يوم القيامة عما فعل أو ضيع، ويجب أن نخشى إن استمر حالنا بعدم قول الحق، بل ووقوفنا مع أهل الباطل، أن يستبدل بنا ربنا غيرنا، ليكونوا لكلمة الحق أهلا وناصرا ومؤيدا، فإن كلمة الحق هى قذيفة ربانية في وجه الباطل، تزلزل كيانه، وتحطم أركانه، وتقهره وتهلكه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى