مقال

الدكروري يكتب عن سبب النجاة من عذاب الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن سبب النجاة من عذاب الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر” وذكر الله تعالى غراس الجنة فما غرست الجنة بمثل ذكره، يقول عليه الصلاة والسلام “من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال”لقيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة قيعان وأنها طيبة التربة عذبة الماء وأخبرهم أن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” وإن ذكر الله كلمات خفيفة على اللسان لاتكلف العبد جهدا، ولا يناله منها مشقة، إلا أن لها ثواب عظيم وأجر جزيل، وهي حبيبة إلى الله عز وجل.

 

فقد روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” وذكر الله جل وعلا هو الطارد للشياطين والمخلص من وساوسها وشرورها وكيدها وحبائلها، وإن ثمار الذكر على أهله، وفوائده على أصحابه المحافظين عليه لا تعد ولا تحصى، وإن المسلم إذا واظب على أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وأذكار النوم، والأذكار التي تقال في الدخول والخروج وعند الركوب وعند الطعام وعند الشراب وبعد الفراغ منه، إلى غيرها من الأذكار الموظفة للمسلم في أيامه ولياليه، مع عناية منه بالذكر المطلق كتب بذلك من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.

 

والكيس هو من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، وهنا قال صلى الله عليه وسلم “ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسأل، والصحابي رضي الله عنه يجيب فكان السؤال هو ما أجلسكم؟ فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أَقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال “ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا.

 

قال صلى الله عليه وسلم “آلله ما أجلسكم إلا ذاك” قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال صلى الله عليه وسلم “أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة” والفائدة هنا إن الاجتماع على طاعة الله تعالى مشروع بل من أفضل القربات إلى الله تعالى، لأنه موجب لثناء الله عز وجل عليهم، ومفاخرته بهم عند الملائكة، وما أعلاها شأنا، وأعظمها قدرا حيث كانت بين الله والملأ الأعلى، ولقد أكثر الله عز وجل في محكَم تنزيله، وصادق قيله من ذكر ثواب ومنافع ذكره، وحسن عواقبه، وكريم عوائده على الذاكر في عاجل وآجل أمره، فنبّه على أنه علامة الهدى، ومن موجبات النصر على الأعداء، ومظهر الصلاح، وسبيل الفلاح، وجماع أنواع الأرباح، وأنه أكبر شيء.

 

وكم في السنة الصحيحة من الأحاديث الصريحة المنوهة بشأن الذكر، والحاثة على دوام ملازمته، والاستزادة منه، والدالة على فضائله، وجمل كريمة منه، وأنه مجلبة للبركة، ومنجاة من العذاب، وعصمة من مضلات الفتن، وحرز من الشيطان، وأمنة من الفتان، وأنه خير العمل، وموجب ذكر العبد عند الله عز وجل، وهو الباقيات الصالحات، وغراس وبناء الجنات، وأنه تجديد للإيمان، وتكميل لعمل الإنسان، وسبب لإجابة الدعاء، وقبول العمل، ومكفرة للسيئات، ورفعة في الدرجات، وزيادة في الحسنات، وتستنزل به الرحمات، ويباهي الله تعالى بالذاكرين الملائكةَ، وغنيمة مجالسه الجنة، وأن ترديده من أعلى النعيم في الدارين، ومجلبة رضوان رب العالمين، والأمن من سخطه سبحانه في الدنيا ويوم الدين، فما أعظم الشأن، وأجلّ الإحسان، ولقد قال صلى الله عليه وسلم “ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى