
حديث الصباح
أشرف عمر
السفرُ آدابٌ وأحكامٌ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي ، قَالَ: *{ عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ }* فَلَمَّا أَنْ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ :*{ اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ البُعدَ وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ }.*
حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ التِرمِذِي، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
*شرح الحديث:*
في هذا الحَديثِ يَحكي أبو هريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ أنْ أُسافِرَ”، أي: أبْتَغي السَّفرَ، “فأَوْصني”، أي: أُريدُ مِنْكَ نَصيحةً ووصيَّةً، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “عليكَ بتَقوى اللهِ”، أي: الْزَمْ تَقوى اللهِ في فِعْلِ ما يُرْضي اللهَ واجْتَنِبِ المعاصي، فتَجْعَل بينَكَ وبين عذابَ اللهِ وقايةً، “والتَّكبيرِ” أي: أنْ تَقولَ اللهُ أَكْبَرُ “على كُلِّ شَرَفٍ” والشَّرَفُ هو الشَّيءُ المُرْتَفِعُ، والمَقصودُ أنَّ التَّكبيرَ عِنْدَ صُعودِ كُلِّ شيءٍ مُرْتَفِعٍ.
قال: “فلمَّا ولَّى الرَّجُلُ”، أي: ذَهَبَ ورَحَلَ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “اللهُمَّ اطْوِ له البُعْدَ”، أي: قَرِّبَ ما يَشُقُّ عليه في سَفَرِهِ مِنْ مَسافةٍ بعيدةٍ، “وهوِّنْ عليه”، أي: سَهِّلْ عليهِ مِنَ المتاعِبِ والمَشاقِّ التي يَجِدُها مِنَ “السَّفَرِ”.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.