مقال

الحسد والحقد والغيرة

جريدة الأضواء

الحسد والحقد والغيرة

 

بقلمي/السيد شحاتة

 

صفات ثلاثة من أقبح الصفات التي يمكن أن يقع فيها الإنسان وهي من الصفات البغيضة للنفس أعاذنا الله منها فإذا التصقت بإنسان قادته إلى دمار نفسه قبل الآخرين

 

فالحسد هو أول خطيئة حدثت في السماوات وأول معصية حدثت في الأرض بل هي عاطفة مفعمه بالجبن والعار بحيث لا يجرؤ أي إنسان علي الإعتراف بها بل يلبس ثوب المظلوم ليظهر به أمام الناس

 

وإن أكبر معركة قد يخوضها الإنسان هي معركته مع نفسه هي معركة ينتصر فيها حب العدالة علي شهوة الحقد

 

أن ينتصر الإنسان علي شيطانه فقد الشيطان لاينتهي ولا ينفذ فقد أستمر بكبره وبجبروته منذ زمن آدم عليه السلام وحتي الآن

 

فالحقد علي الآخرين منبعه الضعف في النفس وعدم ثقة الإنسان في مقدراته ويولد الحقد من الحسد

 

فالحقد والحسد ماهما إلا أمراض نفسية سلبية أساسها ضعف في النفس ودناءة في القلب التي توجب الإنتقام بسبب سيطرة النفس الشيطانية علي النفوس المريضة

 

حيث لم يتم ترويض النفس وتأديبها مما يؤدي إلى وجود بؤرة في قلب الحاسد لايمكنه أن يتبرأ منها

 

وهذه الصفات مرض يحرق صاحبه ويجعله في شغل شاغل لايهدأ ولايرتاح سواء ليلا أو نهارا فيجعله يعاني من القلق والتوتر والعصبية وشحوب الوجه ولا يستقر في مكان واحد وأن جلس يجلس مشدود الجسم علي أطراف مقعده وقد يلوي شعره وقد ينتزعه من منابته

 

بل تجعله لايقتنع بأي شيء مهما إمتلك أفخم الثياب وأفخر مالذ وطاب ودائما يطمح في زوال النعمه من أيدي الآخرين حتي ولو كان أقرب الناس إليه

 

فالحسد ينبع من إنعدام الثقة ليس بالآخرين بل بالحاسد نفسه فقد يسرق ويكذب بهدف الإنتقام وفي حالات أخرى قد يتسبب في إيذاء برئ قولا وفعلا وعن عمد

 

فسبحان خالق الكون كيف يتسنى لتلك الأنفس أن تحمل فوق طاقتها وللاسف الشديد تظل نار الحقد والغيرة مشتعله في نفسه إلي أن تأكل نفسها في النهاية

 

لقد نهانا الله عزّ وجل عن الحقد والحسد والغيرة لأنها ليست من المشاعر الإنسانية الطبيعية التي تتواجد في الإنسان إنما هي مشاعر مرفوضة حيث تخلق الكرة والعداوة بين الناس

 

ولقد جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات الكريمة التي تذكر ذلك (أم تحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما )

وفي موضع آخر (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)

 

وغيرها من الآيات الكريمة كسورة الفلق وماجاء بسورة يوسف علي لسان إخوته

فضلا عما نهانا عنه الرسول الكريم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة

 

وأخيرا وليس بآخر فإن البعد عن الحقد والغيرة والحسد يكمن في رضا كل منا بما رزقه الله تعالى وأن يسعي كلا منا في تطوير نفسه دون أذية لخلق الله فالإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره يكون لدية التسامح الداخلي الذي يجعله يفرح للآخرين ويتمني لهم المزيد وعلي كلا منا أيضا أن يذكر نفسه دائما بأن الخير موجود وأن عاقبة الحسد والغيرة سيئة

 

نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الغل والحسد والنفاق أنه علي كل شئ قدير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى