مقال

الدكروري يكتب عن فضل العشر الأواخر من رمضان ” جزء 12″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فضل العشر الأواخر من رمضان ” جزء 12″

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني عشر مع فضل العشر الأواخر من رمضان، وممن ذهب إلى أن من صلى العشاء والصبح فى جماعة نال أصل فضيلة قيام ليلة القدر الشافعى رحمه الله، فقال الشافعى رحمه الله، أن من شهد العشاء والصبح فى جماعة فقد أخذ بحظه منها أى من ليلة القدر، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال مرفوعا ” من صلى العشاء الآخرة فى جماعة من رمضان فقد أدرك ليلة القدر” وقيل ليس المراد بقيام رمضان قيام جميع ليله بل يحصل ذلك بقيام يسير من الليل كما فى مطلق التهجد وبصلاة التراويح وراء الإمام كالمعتاد في ذلك، وبصلاة العشاء والصبح فى جماعة لحديث عثمان بن عفان رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح فى جماعة فكأنما صلى الليل كله” رواه مسلم.

 

فمعنى قوله “ومن صلى الصبح في جماعة” أى مع كونه كان صلى العشاء في جماعة وكذلك جميع ما ذكرناه يأتى فى تحصيل قيام ليلة القدر، وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من صلى العشاء فى جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر”رواه الطبرانى، وعن سعيد بن المسيب أنه كان يقول من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها، وقال ابن عبد البر مثل هذا لا يكون رأيا ولا يؤخذ إلا توقيفا، وقال الشافعى رحمه الله من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها ولا يعرف له فى الجديد ما يخالفه، وروى الطبرانى بإسناد فيه ضعف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من صلى العشاء في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر” وهذا أبلغ من الحديث الذي قبله.

 

لأن مقتضاه تحصيل فضيلة ليلة القدر وإن لم يكن ذلك في ليلة القدر فما الظن بما إذا كان ذلك فيها، ومن العلماء من نازع فى هذا ورأى أن فضيلة قيام ليلة القدر لا تحصل إلا لمن قام كل الليل أو معظمه، فقال المباركفورى في مرعاة المفاتيح قال ويكفي فى ذلك ما يسمى قياما حتى أن من أدى العشاء بجماعة فقد قام لكن الظاهر من الحديث عرفا، كما قال الكرمانى أنه لا يقال قام الليلة إلا إذا قام جميعها أو أكثرها، وفضل الله تعالى واسع، فلا يبعد أن ينال من صلى العشاء والصبح فى جماعة حظا من فضل قيام ليلة القدر، ولكن لا يستوى بلا شك مع من أتعب نفسه وأسهر ليله واجتهد في طاعة ربه كل الليل أومعظمه وتأسى فى ذلك بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وسائل يقول أصبح من العادة فى رمضان أن يجتمع الناس في ليلة السابع والعشرين ليقيموا ليلة القدر.

 

وكأنهم جازمون أن هذه هى ليلة القدر، فيجتمع الرجال والنساء والخطباء والأطفال فى المساجد والكثير منهم لا يلتزم بتحرى الليلة بالعشر الأواخر وكان عليه الصلاة والسلام يشد مئزره ويوقظ أهله ويقيم الليل في بيته وهو القدوة الحسنة صلى الله عليه وسلم، فهل هذا الفعل بدعة ومن محدثات الأمور؟ فنقول فإن تحرى ليلة القدر مستحب فى رمضان وخصوصا فى العشر الأواخر منه ويتأكد ذلك فى السابعة والعشرين، ولا حرج فى الاجتهاد في العبادة في الليلة المذكورة أكثر من غيرها رجاء الفوز بمصادفة ليلة القدر، والاجتماع للصلاة في تلك الليلة مستحب كغيرها من ليالي رمضان، وكون بعض الناس يخص تلك الليلة بالاجتهاد فيها بما لا يجتهد به في غيرها ليس بدعة، فقد كان بعض الصحابة يقسم بأنها ليلة القدر، ولكن ينبغي للمسلم أن يتحراها في العشر الآواخر كلها.

 

كما ندبنا إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائل آخر يقول حافظت على تكبيرة الإحرام جماعة خمسة عشر يوما ثم بسبب معصية قمت بها وهى غيبة لأخ مسلم فاتتنى صلاة الفجر جماعة ولكن قمت بتأديتها فى وقتها ولكن في البيت وكان ذلك فى اليوم السادس عشر من رمضان ولقد سمعت من أحد المشايخ أنه من حافظ على صلاة الجماعة في شهر رمضان كله هو الذي يدرك ليلة القدر فهل بسبب تخلفى عن صلاة الجماعة وقتا واحدا لا أدرك ليلة القدر وإن كان غير ذلك، فبم تدرك ليلة القدر علما بأننى لا أستطيع الاعتكاف لأسباب أمنية؟ فإنه لا شك أن الغيبة من أعظم الكبائر عند الله تعالى وقد نهى عنها فى كتابه العزيز ولذا فيجب على من وقع في غيبة أحد أن يتحلل منه إن أمكن ذلك، وإن لم يستطع التحلل منه بأن خاف ضررا إذا ذكر له أنه كان يغتابه فعليه أن يتوب إليه تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى