مقال

الدكرورى يكتب عن أتي إلينا شهر الهداية والغفران ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أتي إلينا شهر الهداية والغفران ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع أتي إلينا شهر الهداية والغفران، وكان العلماء يقرءون سورة الأنفال يثبتون بها أقدام المؤمنين، ويقول لهم أنتم منصورون، ويقولون قل إن شاء الله، فيقول أقولها تحقيقا لا تعليقا، وهكذا كان فتح بلجراد عاصمة المجر في رمضان على يد سلطان العثمانيين، وكان وكان في رمضان مما سالت به دماء الشهداء في أحداث مرت على الأمة، تحيي في النفوس ذكريات عطرة، وتشوّق إلى ذلك اليوم الذي ينتصر فيه أهل الإسلام، وإنها ليست القضية في الكلام عما حدث من الفتوحات في رمضان ضربا من الخيال بحيث يقال لا تناموا، فإن رمضان شهر جهاد، ويعني كان المسلمون يجاهدون مفطرين أو صائمين، وكانوا يفطرون، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال” أفطروا فالفطر أقوى لكم هذا دين الواقع، وهذا دين فيه عمل الحسابات.

وهذا دين تراعى فيه الأحوال، فإذن، ليس معنى أن هذه الفتوحات كانت في رمضان يعني أنهم كانوا يصومون كل الوقت لا، مراعاة الحال والفطر أقوى لكم” وهكذا كان شيخ الإسلام يفطر بنفسه ويطوف على الصفوف في معركة شقحب، ويبين لهم حكم الفطر في هذا الشهر، ولقد كان يقوم كثير من الناس قبل هذه الأيام التى ابتلى الله تعالى فيها العباد بالأوبئة استعدادا لرمضان بالحجز لأداء رحلة العمرة، وهذا شيء جميل في هذا الشهر الكريم، لأن عمرة فى رمضان تقضى حجة معى، هكذا قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فإذا كان رمضان اعتمر فيه فإن عمرة في رمضان تعادل حجة، إذن، فإن أجرها كبير، ومن كان محتسبا لأجر، لو تمكن منه لفعله ولكن منعه عجز، ما أعطي إجازة من العمل، ما عنده نفقة يريد أن يقضي العشر الأواخر لكن الغلاء يمنعه.

فإن الله إذا علم منه الصدق آتاه أجره، وأيضا، فإن الأعمال تعرض على الله في كثير من مواسم الفضل، فأرى الله من نفسك خيرا، فليرك متخشعا ذاكرا منيبا أوابا متذكرا لخطيئتك باكيا على ما كان منك، تائبا مما أسلفت، وإن رفع اليدين في هذا الشهر وفي غيره، إنه شيء عظيم، ومن أوقات الإجابة رمضان، ومضاعفة الأعمال في الأزمان الفاضلة معروف محقق، ولذلك تجتهد النفوس فيه لأجل تحصيل هذه المضاعفة، وإن من الاستعداد أيضا هو التخلق بخلق الجود، الجود البذل، فإنه جود بالعبادات بالخير، أكان قراءة للقرآن، أم صلاة، أم ذكرا واستغفارا، أم جودا بالصدقات والمال، فإن الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمر رحّال، فالمال كالماء إن تحبس سواقيه يأسن وإن يجر يعذب منه سلسال، وكل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين العباد.

والجود بالمال زكاة وصدقة ونفقات على الأهل واحتساب الأجر فيها إنه لشيء عظيم، وإن الجود بالنفس والجود بالراحة والجود بإتعاب النفس هذه في طاعة الله، وفي خدمة عباد الله، الجود بالوجاهة للشفاعة، والجود بالرفاهية والراحة لراحة الغير، فقال القائل متيم بالندى لو قال سائله هب لى كرى عينك لم ينم، فالجود بالعلم هب لي كرى عينك لم ينم، والجود بالدعوة، أين أنتم أيها الدعاة إلى الله؟ إن النفوس مقبلة، فماذا أعددتم؟ إن الناس في حال استيقاظ، فماذا جهزتم؟ إنك ترى أناسا مع عهدتهم في المساجد من قبل، فما هو الموقف منهم؟ وإذا كان هذا هو الحال عند النساء والرجال والكبار والصغار، فإنه لا بد أن يكون لنا تواصل، تواصل الدعاة مع الناس، طلبة العلم مع الناس، هذا أوان يستفتى فيه مستفتون لم يكونوا قد استفتوا من قبل ربما، ويقبل فيه أشخاص على السؤال ما سألوا من قبل.

بل إن الأسئلة لتكثر في رمضان، عن الصيام والمفطرات، وعن الزكاة، وعن أحكام كثيرة جدا في هذا الشهر، ولذلك فإن نصب طلبة العلم والعلماء أنفسهم، وإن الجود بالبذل والعطاء، إنه يؤجر عليه صاحبه أجرا مضاعفا، والناس اليوم بحاجة، هناك جهل كثير، وهناك إحساس بهذا الجهل، وهناك أناس تريد أن تتعلم، وهناك قضايا وحوادث تحتاج إلى فتاوى، وإن بعض الناس يعيبون أمورا والعيب فيهم، ولذلك فإنه لا بد من المصارحة والمكاشفة بالحقائق، وأن يسعى الإنسان في تعويض نقصه، إن هنالك جودا بسلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق، وتنقية الصدر من الأحقاد، قضية الحقد وقضية المعاندات وقضية المصادمات الموجودة اليوم بين الناس، وما يحمل فلان على فلان، يحملون كثيرا على بعضهم البعض نتيجة خلافات مالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى