
هنا نابل/ الجمهورية التونسية
أخر وصايا الرسول صلى الله عليه
وسلم تدمع العين عند سماعها.
المتابعة بقلم المعز غني
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع
وبعدها نزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
فبكى أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية
فقالوا له:
ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول ..
فقال: هذا نعي رسول الله
وعاد الرسول وقبل وفاته بـ 9 أيام
نزلت أخر آية من القرآن
( وأتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)
وبدأ الوجع يظهر علي الرسول الكريم
فقال: أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب إلى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال: (السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق)
وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله (صلى الله عليه واله و سلم)
فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: ( أشتقت إلى إخواني )
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال: (لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني)
اللهم إنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة
فقال: ( أجمعوا زوجاتي )
فجمعت الزوجات
فقال النبي: (أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟)
فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما إستطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مرة
فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع:
ماذا أحل برسول الله …؟
ماذا أحل برسول الله …؟
فتجمع الناس في المسجد وأمتلأ وتزاحم الناس عليه
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة
فقالت السيدة عائشة: لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل
فتقول: كنت أخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول : فأسمعه يقول: (لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات)
فتقول السيدة عائشة: فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد إشفاقاً على الرسول
فقال النبي: (ماهذا ؟)
فقالوا: يا رسول الله ، يخافون عليك
فقال: (إحملوني إليهم)
فأراد أن يقوم فما إستطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق
فحمل النبي وصعد إلى المنبر
فكانت أخر خطبة لرسول الله وأخر كلمات له
فقال النبي: (أيها الناس، كأنكم تخافون علي)
فقالوا: نعم يا رسول الله
فقال: (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم)
ثم قال: (أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة)
(( بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها))
ثم قال: ( أيها الناس، أتقوا الله في النساء … أتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا )
ثم قال: ( أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله)
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، وكان يقصد نفسه. بينما سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه، ووقف وقاطع النبي عليه الصلاة والسلام ..!
وقال: فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا ،وبأزواجنا ، فديناك بأموالنا ..!
وظل يرددها فنظر الناس إلى أبو بكر. ، كيف يقاطع النبي فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر ..!
قائلاً :(أيها الناس، دعوا أبوبكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبوبكر ، لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل ، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبداً)
وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم
فقال : (أواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله، أيدكم الله)
وكانت أخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله
قال : (أيها الناس، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة)
وحمل مرة أخرى إلى بيته
وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه.
ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه
فقالت: كان أخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت ..!
تقول السيدة عائشة: ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
فقال النبي: (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها النبي في أذنها، فبكت أكثر .
فلما بكت قال لها النبي: (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها مرة أخرى في أذنها ، فضحكت …..
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟؟؟
فقالت: قال لي في المرة الأولى: (يا فاطمة، إني ميت الليلة) فبكيت
فلما وجدني أبكي قال: (يا فاطمة، أنتي أول أهلي لحاقاً بي) فضحكت
تقول السيدة عائشة: ثم قال النبي : (أخرجوا من عندي في البيت) وقال : ( أدنو مني يا عائشة)
فنام النبي على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء
ويقول : (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)
تقول السيدة عائشه: فعرفت أنه بخير ..!
ودخل سيدنا جبريل على النبي
وقال : يارسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما أستأذن على أحد من قبلك ..!!
فقال النبي: ( أئذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت على النبي
وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي: ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى )، ووقف ملك الموت عند رأس النبي ..!
وقال:
(( أيتها الروح الطيبة
روح محمد بن عبد الله
أخرجي إلى رضا من الله و رضوان
ورب راض غير غضبان ))
تقول السيدة عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه على صدري
فعرفت أنه قد مات…!
فلم أدر ما أفعل..!
فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول:
مات رسول الله ، مات رسول الله …
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء
فهذا علي بن أبي طالب أقعد فلم يقدر ان يتحرك …
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنة ويسرى …
وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه
إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال أنه قد مات ..!
أما أثبت الناس فكان
أبوبكر الصديق رضي الله عنه . دخل علي النبي و إحتضنه
وقال: وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه وقبل النبي
وقال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله.
ثم خرج يقول: من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
فسقط السيف من يد عمر بن الخطاب،
يقول عمر : فعرفت أنه قد مات
ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي
ودفن النبي صلى الله عليه وسلم
والسيده فاطمة تقول: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي
ووقفت تنعي النبي
وتقول: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه.
أخواني .. أنا متاكد إن أعينكم أبتلت بالدموع وقلوبكم إشتاقت لرؤية نبينا محمد الرحمة المهداة والسراج المبين . ولكن بحول الله وقوته موعدنا جميعا معه عليه الصلاة والسلام عند الحوض …
¤ اللهم إجعلنا جميعا ووالدينا وأقاربنا والمسلمين الأحياء والميتين من أهل جنة النعيم ومجاورين لنبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
إذا اتممت القراءة صل على سيدنا النبي .
ولك الأجر ../.