مقال

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن أبى طالب “جزء 4”

الدكروري يكتب عن الإمام علي بن أبى طالب “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام علي بن أبى طالب، وذلك لأن محمد بن أي بكر رضي الله عنهما كان ممن شارك في حصار الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان من أهل الفتنة ابتداء، وهو الصحابي الوحيد الذي شارك في هذا الأمر، ولكنه رجع عن هذا الأمر، وتاب بين يدي عثمان رضي الله عنه لمّا ذكره بأبيه أبي بكر رضي الله عنه، فبكى، وندم، وأخذ يدافع عنه، ويرد عنه أهل الفتنة، ولكن القوم غلبوه، ودخلوا على عثمان رضي الله عنه، وقتلوه، وشهدت بذلك السيدة نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأ القوم يفكرون في القيام بثورة على محمد بن أبي بكر، وازدادت شوكتهم، وبدأت يد محمد بن أبي بكر رضي الله عنه تضعف على مصر، فلما علم بذلك معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

 

وكانت مصر أقرب إليه منها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يتزعم العثمانيين كما سموا أنفسهم في مصر معاوية بن حديج السكوني، والذي كان على مقدمة الجيش الذي كان قادما لنصرة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قبل مقتله، ثم عاد مرة أخرى لما علموا بمقتله رضي الله عنه، وأرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه جيشا قوامه ستة آلاف للسيطرة على الأمور في مصر بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه خبيرا بمصر قبل ذلك، فقد كان هو أول من فتحها، وتولى إمارتها فترة طويلة في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، حتى تولى الأمور عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وانضم الستة الآف الذين معه إلى عشرة الآف أخرى كانت مع معاوية بن حديج في مصر، فصاروا ستة عشر ألفا.

 

وتعاونا معا، واستنفر محمد بن أبي بكر رضي الله عنه أهل مصر للخروج معه، فعندما إستنفر والى مصر، محمد بن أبي بكر رضي الله عنه أهل مصر للخروج معه، وكان الكثير منهم من أهل اليمن ممن يسكنون مصر، فأبوا عليه، ورفضوا، فحثهم على الجهاد في سبيل الله فخرج معه على أكبر تقدير ألفان من المسلمين، وعلم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذا الأمر، فأرسل قوة كان فيها الأشتر النخعي لمساندة محمد بن أبي بكر ومن معه، ولما وصل الأشتر النخعي إلى مصر وفي منطقة تسمى القلزم، استقبله أحد الناس، وأعطاه شربة عسل، فلما شربها مات فقد كانت مسمومة، فقيل أن الذي أشار على الرجل إعطاء الأشتر النخعي تلك الشربة المسمومة هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وهذا الرواية فيها نظر وفيها ضعف.

 

وإن صحت ففيها حجة قوية لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، لأنه يستحل دماء كل من شارك في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما كل هذه الحروب والمعارك إلا لهذا الأمر، وكان الأشتر النخعي ممن حاصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وممن شجّع الناس على هذا الأمر، فلما مات الأشتر النخعي ضعفت قوة وبأس فريق محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، لأن الأشتر كان صاحب كلمة ورأي، وكان علما من أعلام القتال، ولما علم معاوية، وعمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه مات بهذه الطريقة قالا سبحان الله، إن لله جنودا من عسل، وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يريد أن تسير الأمور دون قتال، فأرسل رسالة إلى محمد بن أبي بكر رضي الله عنه يقول له إني لا أحب أن يصيبك مني ظفر، فإن الناس قد اجتمعوا في هذه البلاد على خلافك.

 

ورفض أمرك، وندموا على اتباعك، فهم مسلموك إن التقينا، فاخرج منها، فإني لك لمن الناصحين والسلام، ولكن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه لم يسمع لهذه الكلمات، وتقاتل الفريقان، فكان النصر في جانب عمرو بن العاص رضي الله عنه وهُزمت القلة القليلة التي كانت مع محمد بن أبي بكر، وتم قتلة رضي الله عنه أثناء القتال، وقيل تبعه بعض أهل الشام بعد القتال، فقتلوه في خربة قريبة من موقع المعركة التي دارت بين الفريقين، ويقال أنهم وضعوه فى بطن حمار ميت وحرقوه، وقد حزن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على قتله، فقد تربى محمد بن أبي بكر رضي الله عنه في حجره رضي الله عنه، فقد تزوج الإمام علي رضي الله عنه السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها بعد وفاة زوجها الخليفة الراشد أبي بكر رضي الله عنه، وانقضاء عدتها، وربّى محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى