مقال

الدكروري يكتب عن ماذا يفيد الإنسان بعد موته؟ ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن ماذا يفيد الإنسان بعد موته؟ ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع ماذا يفيد الإنسان بعد موته؟ وكذلك قضاء الدّين، بل إن دعاء الولد لوالديه حريّ بالإجابة، لأن الله عز وجل، قد أمر به في قوله سبحانه ” وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا” فعلينا جميعا أن ننتبه جيدا، أما الأعمال التي تنفعك إذا مُت ووضعت تحت التراب وولى عنك الأهل والأحباب فأستمع إليها جيدا وأرهف لها سمعك ثم اعمل بها تسعد في الدنيا والآخرة، واعمل بها تفز في الدنيا والآخرة، وأما الأعمال التي لا تنفعك فاحذر منها و فرّ منها هاربا تنجو في الدنيا و الآخرة، وما ينفع الميت من كسب غيره وهو الصلاة عليه، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم.

” ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه ” رواه مسلم، وقال ابن القيم ” ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت” وأفضل ما جاء من الصيغ وأجمعها حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول ” اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار ” وقال الراوي “حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت” رواه مسلم، وأيضا الوقوف عند قبر الميت والدعاء له والاستغفار.

وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال ” بسم الله، وعلى سنة رسول الله” رواه أبو داود، ولحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال ” استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل ” رواه أبو داود، وكذلك الدعاء للميت عند زيارة المقابر، لقوله صلى الله عليه وسلم إذا زار المقابر ” السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ” رواه مسلم، وهناك أعمال لو عملها أهل الميت ما انتفع بها ميتهم بل قد تضر ميتهم وتضرهم، فلا ينفع الميت صياح ولا بكاء ولا نياح ولا عويل بل ” إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ”

كما ثبت ذلك عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فإذا مات الميت وقال لأهله قبل موته إذا أنا مت فابكوا علي أو لم يقل لهم ذلك لكنه يعلم أن من عادتهم أنهم يبكون على الأموات فلم ينصحهم ولم يتبرأ من عملهم ولم يكتب وصية لا مكتوبة ولا شفوية فإنه يعذب كلما بكوا عليه، وجاء في بعض الروايات أنه يعذب في قبره، فالبكاء ورفع الأصوات والعويل والصراخ لا ينفع الميت بل يضره، نعم دمعة العين و حزن الفؤاد هذا لا يضر إنشاء الله، ولا ينفع الميت أن نعمل وليمة بمناسبة موت الأب أو موت الزوج و كأنه عرس وليس موتا، وضع الطعام هذا ودعاء الناس إليه بسبب الموت وكأنه وليمة عرس كل هذا من البدع التي كان الصحابة ينكرون عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى