الدكرورى يكتب عن المسجد الحرام “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن المسجد الحرام “جزء 3”
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثالث المسجد الحرام، حيث جاء أمره الكريم بعمل ترميم شمل كل أجزاء الكعبة المشرفة من الداخل والخارج، أما الحجر فهو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة، وسمي حجرا، لأن قريشا في بنائها تركت من أساس إبراهيم عليه السلام، وحجرت على المواضع، ليعلم أنه من الكعبة، ومن المعلوم أن قريشا حينما بنت الكعبة استقصروا من بنيان الكعبة المشرفة، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالإسلام، أعدت ما تركوا منه، فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي ما تركوه، فأراها قريبا من سبعة أذرع” وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، عمّر الحجر تعميرا في غاية الجمال والإتقان.
وفرشت أرضه بالحجر البارد، كما هو في أرض المطاف، وجعل على جداره ثلاثة فوانيس معدنية في غاية الجمال، تضاء بالكهرباء، وبعد الترميم الشامل للكعبة المشرفة الذي تم في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، وقد تمت إزالة الرخام القديم لجدران وأرضية الحجر، واستبداله برخام جديد، كما تم تنظيف الفوانيس الموجودة على الجدران وإعادتها إلى موقعها السابق، وتم عمل حاجز من الحبال لمدخل الحجر متين القوام، منمق الشكل يتناسب مع مكانة الحجر وتعظيمه، ويفتح الحاجز بصورة دائمة، ويغلق عند الحاجة فقط، وأما “الحجر الأسود” فهو يقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج وهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترا ونصف المتر، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونا له.
ويظهر مكان الحجر بيضاويا، وأما باب الكعبة المشرفة يقع في الجهة الشرقية منها، وهو يرتفع عن الأرض من الشاذروان متران واثنين وعشرون سنتيمتر، وطول الباب نفسه ثلاثة مائة وثماني عشر سنتيمتر، وعرضه مائة وواحد وسبعون سنتيمتر، وبعمق ما يقارب نصف متر، وكان للكعبة المشرفة فتحة للدخول إليها، صنع لها باب، وهذا الباب له تاريخ طويل ربما يمتد قدم الكعبة المشرفة، وفي عهد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، تم تركيب بابين للكعبة الأول كان عام الف وثلاثة مائة وثلاثة وستون هجريا، حيث تم صنع باب جديد من الألمونيوم بسمك اثنين ونصف سنتيمتر، وارتفاعه ثلاثة أمتار وعشر سنتيمترات ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب.
وزين الباب بأسماء الله الحسنى، أما الباب الثاني وهو الموجود حاليا، وكان قد أمر بصنعه الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله وهو من الذهب الخالص، أما ميزاب الكعبة المشرفة فهو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، والممتد نحو الحجر، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة، وأول من وضع ميزابا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها وجعلت لها سقفا، وطوله مائتان وثماني وخمسون سنتيمتر، مما هو داخل في جدار الكعبة، وعرض بطنه ستة وعشرون سنتيمتر، وارتفاع كل من جانبيه ثلاثة وعشرون سنتيمتر، ودخوله في جدار السطح ثماني وخمسين سنتيمتر، وصنع ميزاب الكعبة من الذهب الخالص، مبطنا من الداخل بالفضة الخالصة السميكة.
يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، تم استبدال الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة بآخر جديد أقوى وأمتن بمواصفات الميزاب القديم نفسها، وأما الملتزم فهو مكان الالتزام من الكعبة فيما بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة، وسمي بالملتزم لأن الناس يلزمونه ويدعون الله عنده، وقد وردت الآثار الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم أن الملتزم هو تلك المنطقة التي بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وأما الركن اليماني فهو ركن الكعبة المشرفة الجنوبي الغربي، ويوازي الركن الجنوبي الشرقي الذي يوجد به الحجر الأسود، وهو يسبق الحجر الأسود في الطواف، ويسمى بالركن اليماني، لأنه باتجاه اليمن، وأما الشاذروان فهو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف، وهو مسنم الشكل ومبني من الرخام في الجهات الثلاث، ما عدا جهة الحجر، ومثبت فيه حلقات يربط فيها ثوب الكعبة المشرفة ولا يوجد أسفل جدار باب الكعبة المشرفة شاذروان.