قاتل الحسين الشمر بن زى الجوشن.

قاتل الحسين الشمر بن زى الجوشن.
بقلم / محمــــد الدكــــرورى
قاطع رأس الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، الشمر بن ذي الجوشن وهو من قبيلة بني كلاب من هوازن وإسمه شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي، وكنيته أبو السابغة، وكان ممن بايع الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه وشارك في معركة صفين إلى جانبه لكنه تمرد عليه في فتنة الخوارج وبعد ذلك شارك في قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، وكان من ضمن من قتل الحسين بن علي، فهو القاتل الفعلي للحسين بن علي الذي حز راس الحسين وكان قائد الميسرة في جيش عبيد الله بن زياد، وتم قتله على يد المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان الشمر من التحق بجيش عمر بن سعد في أربعة آلاف مقاتل تلبية لنداء ابن زياد حين جمعهم في جامع الكوفة وطلب منهم النزول لأمره والالتحاق بجيش عمر بن سعد لقتال الحسين في كربلاء.
فصار جيش ابن سعد في تسعة آلاف مقاتل بعد ذلك وأصبح على ميسرة الجيش، لم يكتفي شمر بن ذي الجوشن بالمشاركة في قتل الحسين بل فعل عدة أمور شنيعة منذ أن التحق بالجيش ضد الحسين، وأهل بيته وأصحابه الكرام، وكان شمر بن زى الجوشن قد ارتكب جرائم بشعة ومنها هو تعمد الإغارة على مخيمات الحسين بن على، عدة مرات وهذا ما رواه ابن كثير بقوله وجاء شمر بن ذي الجوشن إلى فسطاط الحسين فطعنه برمحه وقال إيتوني بالنار لأحرقه على من فيه، فصاحت النسوة وخرجن منه، فقال له الحسين أحرقك الله بالنار، وجاء هذا العمل المشين منه نظرا لحقده على أهل البيت، أولا وللحسين ثانيا ولضعف شخصيتة وعدم شجاعتة في منازلة الحسين وأصحابهم رضوان الله عليهم وجها لوجة فعمد الى مخيمات النساء والأطفال.
فيعد هذا الفعل من وصمات العار في صفحته المشينة، وكذلك التحريض المستمر على قتل الحسين خصوصا بعدما ظل وحيدا لا ناصر له ولا معين وبعد أن قتل أصحابه وأبناءه وتكاثرت الضربات بالحجارة والسهام وغيرها وحين أحس شمر بهذا التكالب على الحسين أمر الرماة أن يرموه حتى صار جسده الطاهر، كالقنفذ وهذا ما قال حميد بن مسلم، فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه، إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله، إنكشاف المعزى إذا اشتد عليها الذئب، فلما رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ، وكذلك احتزازه رأس الحسين وقطعه حيث قال الصفدي وبقي الحسين رضي الله عنه فريدا.
وقد قتل جميع من كانوا معه من المقاتلة أهله وغيرهم فلم يجسر أحد أن يتقدم إليه حتى حرضهم شمر بن ذي الجوشن فتقدم إليه من طعنه ومن ضربه بالسيف حتى صرع عن جواده ثم حز رأسه، وكان ذلك تلبية مرة أخري ابن سعد بالناس حيث قال انزلوا إليه وأريحوه يعني الحسين، فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته، وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه، ولم يكن أحد ليجرا أن يقوم بهذا العمل المشين إلا هذا الرجل الجلد الطباع والصفات وحيث لم يجرا على النظر حتى الى وجه الإمام مباشرة لجبنه فقد جعل يحتز مذبح الحسين بسيفه، فلم يقطع شيئا، ويقال أن الحسين قال له يا ويلك أتظن أن سيفك يقطع موضعا طالما قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبه على وجهه، وجعل يقطع أوداجه.
وكان كلما قطع منه عضوا، أو عرقا، أو مفصلا، نادى الحسين وا جداه، وا أبا القاسماه، وا علياه، وا حمزتاه، وا جعفراه، وا عقيلاه، وا غربتاه، وا قلة ناصراه، كما جاء في بعض الروايات، وقد أمره بقتل الإمام علي بن الحسين، الملقب بالسجاد، وأرسل الرؤوس الى الكوفة ثم الشام وقال محمد بن سعد في الطبقات وكان علي بن حسين مع أبيه وهو بن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا نائما على فراشه فلما قتل الحسين قال شمر ابن ذي الجوشن اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه سبحان الله أنقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل، لكن شاءت أقدار الله تعالى أن يحفظ الإمام السجاد وإن لم يسلم من الضرب والأسر هو ومن بقي من نسوة وأطفال الحسين، حتى سيق بهم الى خربة الشام مع اثنين وسبعين رأسا، سرح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث.
وعمرو بن الحجاج، فأقبلوا حتى قدموا بها على ابن زياد فرحين مستبشرين متفاخرين بما أقدموا عليه، وكذلك سرقته بعض من ذهب النساء وإبلا كان للحسين، فقد روي عن الشيخ الطوسي في كتابه الأمالي قال واشتد أمر المختار بعد قتل ابن زياد وأخاف الوجوه، وقال لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتى أقتل من قتلوا الحسين بن علي وأهل بيته، وما من ديني أترك أحدا منهم حيا، وقال أعلموني من اشترك في دم الحسين وأهل بيته، فلم يكن يؤتونه برجل فيقولون هذا من قتلة الحسين أو من أعان عليه إلا قتله، وبلغه أن شمر بن ذي الجوشن، أصاب مع الحسين إبلا فأخذها، فلما قدم الكوفة نحرها وقسم لحومها، فقال المختار أحصوا لي كل دار دخل فيها شيء من ذلك اللحم، فأحصوها فأرسل إلى من كان أخذ منها شيئا فقتلهم وهدم دورا بالكوفة.
ولم تنقضي أربع سنوات على حادثة كربلاء إلا وقد قتل المختار بن أبي عبيد الثقفي، كل من شارك في هذه المجزرة ومن بينهم شمر بن ذي الجوشن حيث هرب من الكوفة بعد أن أعلن تمرده على المختار الثقفي وكان شمرا هاربا باتجاه البصرة التي كان فيها مصعب بن الزبير فوصل قرية يقال لها علوج، فارسل غلاما له ومعه كتاب إلى مصعب بن الزبير يخبره بقدومه اليه ومكانه ولكن كيان أبو عمرة أحد قادة جيش المختار الثقفي عثر عليه في الطريق فعرف مكان الشمر فتوجه اليه فعندما وصل اليه، خرج الشمر ومعه سيفه لقتال كيان أبو عمرة فما زال يناضل عن نفسه حتى تم قتله وقطع كيان أبو عمرة رأسه وأرسله إلى المختار الثقفي، وكان من ذريته الكثير، ومن أشهرهم الصميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن إلي بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهم من بطون مضر.