مقال

نساء مؤثرات .د.هدى زكريا. المجتمع كما يجب أن يكون.

نساء مؤثرات .د.هدى زكريا.

المجتمع كما يجب أن يكون.

بقلم أزهار عبد الكريم

قلما يجود الزمان بمثل هذه العقلية العلمية المستنيرة التي تضيئ لنا طريق المعرفة وتضع أقدامنا على أعتاب حياة جديدة هدفها صياغه العقول قبل الأبدان

دكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكرى بكلية الآداب جامعة الزقازيق ، أول استاذ يدرس بجامعة ألفريد بولاية نيويورك وأول سيدة مصرية يتم اختيارها للتدريس فى الكلية الحربية خريجه قسم الاجتماع عام 1970 ، شغوفه بالبحث العلمي طول مشوار حياتها ،لها آراء وتحليلات للعديد من القضايا والأحداث الجارية

تعمل الأن على أعداد كتاب بعنوان مزكرات باحثة ، الذى تتحدث فيه على أن فكرة البحث الاجتماعي مختلفة عن فكرة الخدمة الاجتماعية لأن الناس في معظم البلاد عندنا تخلط بين الخدمة الفردية الاجتماعية أو معاهد الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وهذا الخلط إدا إلى خساره كبيرة لأن ظل علم الإجتماع علم علوي ومغترب وبعيد عن انظار الناس ولقد فكرت فيما بعد علي أن يكون هناك علم اجتماع للشعب لأن معظم علماء الاجتماع يستخدمون مصطلاحات صعبة ولغه غريبة ولقد أن الأوان أن يكون علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة الناس ويستخدمهم في ابحاثه يكون هو نفسه في خدمة الناس ولا يصبح الأمر قاصر فقط علي كون الناس عينه يذهب لدراستها ويطبق عليها

 

وتابعت ، لقد كان موضوع الماجستير الخاص بي أسمه الحراك المهني للمرأة المصرية

ومعني حراك مهني في علم الإجتماع إي الصعود الإجتماعي بمعني أن يكون في المجتمع مثلا ابن الفلاح يصبح طبيب او مهندس أو بالعكس رجل صاحب عمل كبير ويصبح أبنه مفلس لأنه فقد الثروة وهكذا فموضوع الحراك الصاعد والحراك الهابط يشغل كل علماء الإجتماع والسياسين ايضاً لأنه كلما كان هناك قناوات مفتوحة بين الشرئح الطبقية من طبقه إلى طبقه أعلي منها كلما كان الصعود الاجتماعي متاحاً للمكافحين والموهوبين فيصبح المجتمع يعيش حاله من الإستقرار السياسي والاقتصادي وينبأ بأمال عظية يحققها هؤلاء الأفراد ونحن من الناس التي حققت حراك اجتماعي صاعد بفضل مجانية التعليم لأن التعليم آلان اصبح من الصعوبة نظراً لما ينفقه الأباء علي ابنائهم في التعليم لأن الصعود عاداتاً يكون عن طريق التعليم وهو البعد الأساسي لقياس الحراك الإجتماعي ….

 

هذا سوف يأخذنا إلى دور الأسرة في توعيه الأبناء والحفاظ على سلوكهم واخلاقهم وخاصة بعد ما نشاهدة من ظواهر إجتماعية وسلوك إنساني مختلف عن القيم و العادات فى المجتمع المصري مما يزيد من معدل الجرائم فى المجتمع ؟

 

هذا موضوع كبير عندما نقول الأسرة فلماذا الأسرة عليها أن تمارس دور في التربية لأنها الوحدة الأساسية الأولى في المجتمع التي يولد فيها الطفل من رحم الأم إلى رحم المجتمع عبر الأسرة . فينشأ التنشئة الصحيحة وهنا نقف عند هذه الكلمة لأن كل مجتمع يعطي الأسرة ما أن تتزوج فتاة من رجل وتنجب طفل فيكون فى وعيها وخلفيتها الذهنية أنه صار عليها دور نقل ثقافة المجتمع وقيمه ومعايرة وأدابه لهذا الطفل القادم علي السواء بصرف النظر عن جنسه فهي تنقل له العادات والقيم التي يجب اتباعها مع الفرق بين ما يصح للبنات وما يصح للبنين فهنا يحمل المجتمع الأسرة التي تكونت من الزوج والزوجة المسؤلية لأن الزواج هو السبيل الشرعي الوحيد الذي ترعي به المجتمعات الأجيال القادمة .فما هو هدف المجتمعات هو البقاء و الإستمرار والحرب ضد اي فرصة للأنقراض . فنجد المجتمعات تخلق دوافع لدي البنات الشباب أنهم يتزوجوا فمنذ الصغر يبدأ بترسيخ الفكرة حتي تتأهل وتتأهب لدور الأم فيضمن المجتمع بهذه الدوافع أن تقوم الأسرة مع مراعاة قيم ومعاير كل مجتمع وما يتمنه للأجيال القادمة وعلي الأباء والأمهات أن يحملوا هذه الرسالة كاملة وينقلوها إلى الأبناء وإي فشل فى توصيل هذه الرسالة للأجيال القادمة المجتمعات تراقبه وتحاسب الأم والأب ونحن نقوم بادوارنا فبعد ما كان زوج وزوجة أصبحت أم وأب لأن هناك فرق بين الأب البيولوجي والأم البيولوجية و الأبوه بالمعني الإجتماعي والأمومة بالمعني الإجتماعي فيجب أن ياخذو بها تدريبات ودراسات فلم تعد الأمور تصلح فيها الفطره فقط وإنما لابد أن يثقف هؤلاء من خلال البرامج التربوية قبل أن يصبحوا أباء وأمهات ….

يظل المجتمع يدفع الناس إلى الزواج لكنه لا يدفعهم للإبقاء على الزواج فنلاحظ حالات الطلاق المتكررة والتفكك الأسرى فهل هذا يعود إلى التربية الغير واعية ثقافياً لما يجب أن تنشئ عليه الأسرة ؟

دعينا نبدأ بأن نقول أن الطلاق نظام اجتماعي مثله مثل الزوج ،فهو النظام الذي بواستطه تنتهي العلاقه الزوجية بشكل منظم ، فلماذا ظهر الطلاق ،لكي لا تتفكك الأسر بصوره عشوائية ويؤدي الأمر إلى العنف ومزيد من الارتباك وهناك دراسة أمريكية تقول

لماذا كل هذا الطلاق

لأن المعتاد هو بقاء نظام الزواج دون أن تتفكك الأسرة إلا في حالات نادرة جداً ،وفجأة زادت نسبه الطلاق في مجتمعنا الذي كان يتسم بالتماسك الاسري والاستمرار في بقاء الأسرة ،بعكس المجتمعات في الدول الأمريكية ، وقد زادت في الاوانه الاخيرة نسبه الطلاق في المجتمعات وفي الفئات الاجتماعية كلها سوء أغنياء أو فقراء سواء يعيشون في الريف أو المدينة ،و لذلك حرصت علي دراسه الظاهر من جميع الاتجاهات . فوجدت أن درجة الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاة المؤسسة الزوجية التي تم انشائها شديدة الضعف

وأن نظام الزواج بدأ يفقد قداسته شيئاً فشياً وبدأ نزوع كل الأطراف إلى الفردية و الأنانية والشعور بأن الدافع للزواج ضعف فيظل المجتمع يدفع الشباب الي الزواج ولا يدفعهم الي الإبقاء علي الزواج لذلك كان الدافع ضعيف لاستمرار الحياة الزوجية

 

وتابعت حتي نعالج هذه المشكلة علينا أن نكون حرصين علي أن يتلقوا المقبلين على الزواج قدر كبير من المعرفة بهموم الزواج وضغوطه الي أخره ، من خلال برامج التوعية ،

لأن الإستمرار في المؤسسة الزوجية يزيد من استقرار المجتمعات …

 

شكراً جزيلاً دكتورة هدى زكريا

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى