نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، وأيضا هناك الوظيفية الاخلاقية، فعندما تغيب الاخلاق كل الوظائف تذهب ادراج الرياح فمن هذه الوظيفية تعليم الأبناء احترام اسم الاسرة واحترام السن وهى أن نوقر كبيرنا ونرحم صغيرنا، وكذلك احترام المرأة كأم وأخت وزوجة وأبنة وتعليم الأبناء الصدق والامناء وعدم إخلاف الوعد وتجنب النفاق وعدم انكار فضل الوالدين وعدم الاعتداء على حقوق افراد الاسرة، فإن في كل مكان وفي كل زمان تكون النواة الأولى للمجتمعات هي العائلة التي يضمها منزل، فتتجمع في المساء حول مائدة الطعام، وتشترك مع بعضها في يوميات الحياة، فتكون بهذا المعنى أساسا لكل فرد في إنشاء بيئته التي تتكون منها شخصيته.
ويعمل بمضمونها على تنشئة الجيل الذي يربيه حين يكون أسرته الخاصة، وإذا ما فكر الإنسان بالمعنى العام لهذه الكلمة، وتساءل بينه وبين نفسه ما هي العائلة؟ وكيف يتكون سر ارتباطها ببعضها؟ فإن أجابته الملاحظة بأن الأسرة بمفهومها الشامل تعني جماعة من الأشخاص التي يربط بينها صلة قرابة، تنحدر من زواج شخصين، فتكون عددا من الأبناء، فيكون الجامع الأول لهذه الجماعة هو رابطة الدم، أما مجموع الأسر فهو ما يشكل مجتمعا يأخذ بصفاته وبيئته نمطا من الأنماط الحياتية، ويبقى في تطور وتبدل مستمر من خلال تبادل العلاقات والمنافع بين أفراده، فالأسرة هي المنشأ الأول للعواطف السليمة بين الأفراد، والتفعيل الأول لدور الفرد الاجتماعي.
والوسط الطبيعي الأول لنشأة الحضارات، وتعمل الأسرة في مضمار تأمين الحاجات البشرية التي لا يستطيع المرء العيش دونها، كالطعام والشراب واللباس والتواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الآخرين، ومن خلال ذلك تعمل كل أسرة في ما بينها على تلبية احتياجات أفرادها الفطرية والنفسية والروحية، وتعمل أيضا على تعليم أفرادها حسب المستوى العلمي الذي يسود المجتمع نفسه، ومن خلال ذلك تعنى بغرس القيم الاجتماعية في ذات الفرد لكي يحقق ما يصبو إليه، وتحاول أن تحمي الفرد من الوقوع في المشكلات الجسدية والنفسية، وتكتسب الأسرة أهميتها القصوى من كونها اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع، فالأسرة التي تتكون من أب وأم ناجحين في تكوين علاقة صحيحة.
وإحاطة الأبناء بالبيئة الملائمة للنجاح والتربية السليمة تساهم في تكوين مجتمع سليم ينهض بأبنائه نحو النهضة والتطور والعيش الكريم، أما الأسرة التي تبنى على الشتات وعدم التوافق تتمزق وتترك خلفها أبناء يعانون صعوبات الحياة، مما يؤثر على تحصيلهم العلمي وصحتهم النفسية والجسدية، وبالتالي تساهم هذه الأسرة الممزقة في هدم ما يسعى المجتمع إلى بنائه من الترابط الأسري، والتآلف بين أفراد المجتمع جميعهم، وبهذا تتضح أهمية الأسرة في المجتمع، حيث يمكن أن تعد بذرة ينطلق ازدهار المجتمع كله من محيطها، وتنبض بين جدرانها كل معاني الحياة، وإن حقوق الأسرة في المجتمع تكون بتأمين يسر المعيشة من الجهة المادية وحفظ الأمن، وتعليم الأبناء.
والأسرة باعتبارها الخلية الأساسية في المجتمع، تعكس ما يتصف به من حركية ومن تماسك أو تفكك ومن قوة أو ضعف ومن تقدم أو تخلف فالأسرة هي تلك التي تمد المجتمع بمختلف الفئات النشيطة فهي تؤثر فيه وتتأثر به فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد، وتعتمد الأسرة في حياتها على الترابط والتكافل وحسن المعاشرة والتربية الحسنة، وحسن الخلق ونبذ الآفات الاجتماعية وهي تلك التي تبنى على التكافل القائم على أساس من التماسك والتناصر بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا يدل على تفاهم أفراد الأسرة، وإن من أسباب اختلال نظام الأسرة هو الخلافات والمشاكل التي تقوم بين الزوجين ويستحيل معالجتها، فباختلال نظام الحياة الأسرية يغيب الإستقرار والمودة، ويسود العنف والقهر والطلاق.