إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن من مراحل تعليم الأبناء حب الإسلام هي مرحلة ما قبل الزواج، حيث إن أبسط حقوق طفلك عليك أيها الرجل هي أن تختار له أم طائعة لله تعالي، وأن تختاري له أيتها المرأة أب يعينك على طاعة الله عز وجل لكي يسهل عليك طاعته كزوج، فتضمني الجنة بإذن الله عز وجل، وإستمعا إلى قول الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم لك ” فاظفر بذات الدين تربت يداك”
ويقول لك ولأولي أمرك ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ” وإنه لمن الحكمة ألا يغامر المرء بسعادته في حياة تملؤها طاعة الله تعالي أو بمستقبل أولاده على أمل أن يهتدي الزوج أو الزوجة بعد الزواج فهي مخاطرة غير مأمونة العواقب لأن الله تعالى يقول “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء” وكما أن من مراحل تعليم الأبناء حب الإسلام هي مرحلة الأجنة، حيث إن الطفل ليستشعر حب الإسلام وهو لا يزال في رحم أمه وذلك من خلال حبها وإخلاصها لدينها، وممارستها لهذا الدين كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودوام إستماعها للقرآن الكريم بقلبها قبل أذنيها، فإن مشاعرها تنتقل إليه بقدرة الله لا محالة، وأيضا مرحلة ما بعد الولادة وحتى السنة الثانية، وينبغي أن يكون أول ما يطرق سمع المولود هو الأذان في أذنه اليمنى.
والإقامة في اليسرى تطبيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحماية له من الشيطان، وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يحب دينه من خلال ما يراه في عيون وتصرفات من حوله خاصة الوالدين وإتجاهاتهم الذهنية نحو الإسلام، فلن يشب مسلما حقا إلا إذا كانوا هم هكذا، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه” فإذا كان الطفل يسمع دائما عبارات ” الحمد لله على نعمة الإسلام” أو عبارة “رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ” أو دعاء ” اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك” أو دعاء “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب” أو دعاء ” اللهم أدم علينا نعمة الإيمان بك وشرف الإسلام لك، واجعلنا ممن عبدك حتى يأتيه اليقين”
وإذا كان يرى والديه يصليان بحب وخشوع وينتشيان بسماع القرآن الكريم ويبتهجان بذكر الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم، ويشتاقان لزيارته وزيارة الكعبة ويسعدان بالتصدق على المحتاجين ولسان حالهما يقول ” مرحبا بمن جاء يحمل زادنا إلى الآخرة بدون أجر ” كما كان يقول الحسن البصري رضي الله عنه، ويتمنيان لو كانت السنة كلها رمضان، ويقتصدان من قوتهما لتوفير المال اللازم لأداء فريضة الحج، ويرددان دائما” الحمد لله على كل حال” وعبارة ” قدّر الله وما شاء فعل” فإن هذا الطفل سينشأ إن شاء الله على حب دينه، بل وسيضيف إلى أفعال والديه أو مربيه بما وهبه الله تعالي من إمكانات ومواهب ما يزيده طاعة لله وخد