مقال

السادة قادة الأحزاب السياسية في مصر: كفى مهاترات… كفى تحالفات تُفصَّل على مقاس المصالح

جريدة الأضواء المصرية

السادة قادة الأحزاب السياسية في مصر: كفى مهاترات… كفى تحالفات تُفصَّل على مقاس المصالح!

بقلم: المستشار طارق مقلد

لقد بلغ السيل الزبى، وما نشهده اليوم على الساحة الحزبية والسياسية لم يعد مقبولًا تحت أي مبرر. فبدلًا من أن تكون الأحزاب رافعة للعمل الوطني، أصبحت منصات لتصفية الحسابات، ومجرد واجهة لتحالفات لا هدف لها إلا تقاسم النفوذ والمقاعد، دون أدنى اعتبار لمصلحة الوطن أو المواطن.

إن ما يحدث من تحالفات حزبية حالية لا يُبشّر بخير، بل ينذر بالخراب. تحالفات تُبنى على حساب الكفاءة والشفافية، وتُدار خلف الأبواب المغلقة، لا لخدمة الشعب، بل لضمان الحصة الأكبر من المقاعد، حتى لو جاء ذلك على حساب الوطن.

نرى من يُرشَّح لمقاعد البرلمان لا يملك من أدوات القيادة شيئًا، سوى المال… مال لا نعلم من أين أتى، ولا ما الهدف من ورائه. نواب بلا رؤية، بلا وعي سياسي، بلا قدرة على التشريع أو الرقابة أو المواجهة. فكيف ننتظر منهم إصلاحًا؟ وكيف نُعوّل عليهم في بناء مستقبل مصر؟

ألم يحن الوقت لنتوقف عن العبث السياسي؟ ألم يحن الوقت لأن نعيد تعريف دور الأحزاب، من صراع على السلطة إلى شراكة في التنمية؟ من وسيلة لتحقيق المصالح، إلى أداة لخدمة الوطن؟

أوجه ندائي هذا بصفتي مواطنًا قبل أن أكون مستشارًا، إلى كل من يملك قرارًا أو تأثيرًا في الساحة السياسية: كفى مهاترات، كفى صفقات، كفى مليارات تُهدر من أجل كراسي زائلة.

مصر لا تحتمل المزيد من التنازلات، ولا المزيد من النواب الذين يُمثلون أنفسهم لا ناخبيهم. مصر تحتاج إلى برلمان قوي، نزيه، من أهل الكفاءة والضمير، لا من تجار السياسة.

استحلفكم بالله… اجعلوا مصر أولًا. اجعلوا كرامة المواطن فوق كل اعتبار.

مصر تستحق أن نبنيها، لا أن نتقاسمها. تستحق أن نكون على قدر المسؤولية.

المستشار طارق مقلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى