مقال

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه

جريدة الأضواء المصرية

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم الله علينا بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذكرنا بنعمته علينا وأننا لا نستطيع تعدادها وإحصاءها “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله كان إمام الشاكرين حينما قال لعائشة “أفلا أكون عبدا شكورا” فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم ومسلمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” رواه البخاري، وعن عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيده عمر فقال عمر يا رسول الله. 

لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم ” لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال عمر فإنه الآن، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر” وإن من مظاهر محبته صلى الله عليه و سلم هو طاعته والإقتداء والتأسي به والمتابعة له صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ” وقال الإمام ابن كثير رحمه الله هذه الاية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، وكما قال ابن القيم رحمه الله أعلم أن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيا وميتا وفعلا وقولا وجميع أحواله عبرة للناظرين تبصرة للمستبصرين إذ لم يكن أحد أكرم على الله منه إذ كان خليل الله وحبيبه ونجيه. 

وكان صفيه ورسوله ونبيه، وقال الله تعالي ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” فيجب على المحب الصادق أن يبادر إلى متابعة حبيبه والتأسي بسنته والشعور بالفخر والعزة والعلو والرفعة وأنت تتأسى بخير البشر عليه الصلاة و السلام، ومما زادني شرفا وفخرا وكدت بأخمصي أطأ الثريا، دخولي تحت قولك يا عبادي، وأن سيرت أحمد لي نبيا، وكما أن من مظاهر محبته صلى الله عليه و سلم هو تعظيمه وتوقيره، حيث قال الله تعالى ” إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ” وقال الإمام السعدي رحمه الله في قوله تعالي ” وتعزروه وتوقروه ” أي تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه. 

كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والتعزير هو إسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير هو إسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار، وقال القاضي عياض كان محمد بن المنكدر إذا ذكره صلى الله عليه وسلم بكى حتى يرحمه الجالسون، وكان ابن مهدي إذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحاضرين بالسكوت، ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما قيل أن عامر بن عبد الله بن الزبير كان إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. 

وكما قيل أن الإمام الزهري كان من أهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته، وكما قيل أن صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه، وقيل أنه لما كثر على مالك الناس قيل له لو جعلت مستمليا يسمعهم ؟ فقال قال الله تعالى “يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي” وحرمته حيا و

ميتا سواء”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى