
ضجيج الواقع وخذلان الصدى يصنع الصمت أعظم الأثر
بقلم / محمد جابر
في طريق المحاولات ترتقي بعضها الي نجاحات رغم ما يعترضها من عوائق ورغم الأصوات التي لا تصدر إلا ضجيجا بلا أثر فنحن ومن مثلنا ممن يسعون بإخلاص لبناء واقع ملموس ندرك تماما أن الطريق إلى التميز لا يخلو من العثرات ولكننا نؤمن أن المحاولة والسعي الجاد هما أساس كل تقدم.
غير أن ما يثقل كاهل العمل ليس فقط صعوبة الظروف أو قلة الإمكانيات بل أولئك الذين يرفعون الشعارات دون تطبيق ويكثرون من الحديث دون أي عمل فعلي أولئك الذين يتشدقون بما لا يفعلون وكأنهم ينسون أو يتناسون أن أقبح ما يكون أن يخالف القول الفعل وإن الله ليبغض هذا الصنف من الناس كما ورد في قوله تعالى “كبر مقتا عند الله أَن تقولوا ما لا تفعلون”.
وفي خضم هذا الواقع لا يمكننا أن نتجاهل وجود مجموعات وشخصيات تحمل أسماء لامعة يشار إليها بالبنان في المحافل والمنتديات لكن أثرها في الواقع ضعيف أو منعدم فالاسم لا يصنع الإنجاز واللقب لا يبني الأثر بل الميدان هو المعيار والنتائج هي البرهان.
نحن لسنا معصومين من الخطأ نحاول فنصيب ونخطئ نتعثر ثم ننهض من جديد ولكننا لا نتوقف نؤمن بالاستمرارية ونعلم أن التقدم لا يقاس فقط بعدد النجاحات بل بعدد المرات التي نهضنا فيها بعد السقوط.
نقول للذين يكتفون بالنقد دون عطاء ويرفعون أصواتهم دون أن يمدوا يدا لبناء أو تطوير.. صوتكم بلا صدي وحديثكم بلا اثر وتواجدكم سراب لا يرتجى منه واقع.
إننا نحتاج إلى من يعمل بصمت ويترك أثرا لا إلى من يتكلم كثيرا دون أن يقدم شيئا فالتاريخ لا يذكر الكلمات بقدر ما يخلد الأفعال.