نماذج مشرفة

“يمني يوسف”… دكتورة، بس قلبها قبل شهاداتها، وإنسانة بتشرّف المهنة

جريدة الأضواء المصرية

“يمني يوسف”… دكتورة، بس قلبها قبل شهاداتها، وإنسانة بتشرّف المهنة

تقرير خاص من القاهرة- الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

بقلب كلية الحقوق بجامعة المنصورة، بممرّات فيها التاريخ بيرنّ بالقانون والعدالة، في شمس بتشرق كل يوم من مكتب صغير بالقسم المدني… شمس اسمها يمني يوسف.

إيه، يمكن اللقب الرسمي هو “مدرّس مساعد بقسم القانون المدني”، بس الحقيقة إنو هاللقب ما بيوفّيها ربع حقها. هيدي مش بس أكاديمية ناجحة، ولا أستاذة محنّكة… هيدي روح ناعمة بمحيط خشن، وهيدي بسمة بتغيّر مزاج قاعة فيها مئات.

من أوّل نظرة، بتعرف إنو عندها شي مختلف. بتفوت على المحاضرة، مش كأنها جاي تعلّم، بل كأنها داخلة تحكي مع أهلها، مع أولادها، مع ناس هي بتحبّن وبدها الخير إلُن. ما بتحاضر… بتحكي، بتناقش، بتسمع، وبتحضن بالفكر قبل الكلمة.

تواضعها؟ بخلّيك تنسى إنك قدّام دكتورة. بتحسّ حالك عم تحكي مع أختك الكبيرة، أو مع صديقة بتهمّها مصلحتك. ما بتعمل حالها أعلى من حدا، وما بتخلي حدا يحسّ إنو أصغر منها. كل طالب عندها إلو قيمة، وكل سؤال بالنسبة إلها هو بداية لحوار، مش نهاية للنقاش.

والأجمل؟ إنو بتعرف تمشي ع الخط الرفيع بين الجدية والرقيّ، وبين الطيبة والهيبة. بتفهم، وبتخلّي غيرها يفهم. بتحسّ فيها علم متين، بس ملبّس بمحبة، ومغلف بإحساس.

القانون المدني؟ بين إيديها بيصير قصة حب، مش مادة دراسية. بتشرحلك المادة كأنها رواية، كأنها فصل من حياة حدا قريب، بتعيّشك التفاصيل، وبتخليك تشوف العلاقة بين القانون والإنسان، مش بس بين النصّ والقضية.

والطلاب؟ بيحبّوها من قبل ما يتعرّفوا عليها. اسمها بيُتداول بالممرّات مش كأستاذة، بل كـ “حدا غير شكل”. وبتسمع الجملة تتكرّر: “لو كل الدكاترة متلها، كان التعليم عندنا صار غير.”

فيها هدوء بيطمن، ونظرة فيها دفى. ما بتعرف تتكلّم عن حالها، بس الناس بتتكلم عنها. والنجاح، هوّي اللي بيلحقها، مش العكس.

يمكن مش من النوع اللي بيحكي كتير عن حاله، بس كل خطوة إلها بتشهد عن قيمة علمية وأخلاقية نادرة. ويمكن ما بتسعى للنجومية، بس صارت نجمة بعيون طلابها وزملائها، غصبًا عن كل تواضعها.

بزمن صار الكل بدو يلمع، يمني يوسف اختارت تكون الماس، مش لأنو بيلمع، بل لأنو صلب، نقيّ، وغالي القيمة. وهيدا النوع، هوّي اللي بيعمل الفرق، مش بس بالجامعة… بل بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى