مقال

نفحات رمضانية (العشر الاواخر من رمضان)

جريدة الأضواء المصرية

نفحات رمضانية

(العشر الاواخر من رمضان)

بقلم/السيد شحاتة 

الجزء الاول 

أسرعت أيام رمضان في الإنقضاء وقد أنتهي منه العشر الأولى وهي أوله رحمة والعشر الثانية وهي أوسطه مغفره

وها هي العشر الاواخر وهي العتق من النار

فإذا كان العلماء قد إتفقوا علي أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها فإنهم قد إتفقوا كذلك علي العشر الأواخر منه فهي أفضلها و أعظمها بالإجماع

وللعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص

 فقد كانوا أشد ما يكونون حرصا فيها على الطاعة والعبادة والقيام والذكر وغيرها مما كان يحرص عليها الأولون

 وينبغي علينا الاقتداء بهم وفي الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره

فقد كان من هديه علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم

كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر

ومن الأعمال أن النبي كان إذا دخل العشر شد المأزر والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية 

وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب

ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع واعتبار معانيه وأمره ونهيه قال تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)

 فهذا شهر القرآن وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل عليه من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين

فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة والجِد والاجتهاد في عبادة الله وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي 

فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله وانتهى عمره فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم 

وإلي لقاء آخر في الجزء الثاني من فضل العشر الاواخر من رمضان

مع تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى