…..نفحات رمضانية….
( شكر النعم في رمضان )
بقلمي/السيد شحاتة
من أعظم نعم الله علي عبادة بعد الإسلام نعمة الصحة والعافية في البدن والسلامة من كل سوء
فالصحة تاج علي رؤوس الأصحاء لايشعر بقيمتها وفضلها إلا من فقدها وتصديقا لقول رسولنا الكريم إغتنمن خمس قبل خمس وذكر منها صحتك قبل سقمك
وإذا سألت مريضا يتألم ويشتكي بكم تبيع صحتك لقال بكل ماأملك ولكن الصحة لاتباع ولاتشتري فهي من نعم الله علينا وعليكم
فيا أيها الصائم فلتتقي الله ولتحمده علي نعمته إذ فسح لك الأجل ومد في عمرك حتي أدركت رمضان وصمت ونلت ثواب الصيام والقيام
فأنت منعم في ثوب الصحة والعافية ويجب عليك شكر الله عليها أن يسر لك الصيام فجعله أياما معدودة وخففه علي من يشق عليه فلم يفرضه علي الصغير ولم يوجبه علي الكبير
فنعم الله كثيرة والشكر عبادة عظيمة فقال عن نوح عليه السلام إنه كان عبدا شكورا
وقال في حق داوود وسليمان عليهما السلام إعملوا آل داوود شكراً
فأنظر أيها الصائم كم من شخص في قبره يتمني أن يصوم يوما يتقي به عذاب النار
وكم من مريض يتألم يريد أن يستعيد صحته ليصوم يوما في سبيل الله أو يخطو خطوة واحدة بقدميه ليصلي ركعة بالمسجد أو ليصل رحمه
وكم من مريض إنقطع عن الناس ولا يستطيع التواصل معهم وكم من مريض لاتسكن أوجاعه ولايرتاح في منامة
فأنت في نعمة لاتدركها فاإشكروا الله عليها
فإن أغلب الناس لايدركون قيمة نعم الله عليهم لعدم تعرضهم لقساوة الجوع الحقيقي وشدة الألم
فعجبا لأمر المؤمن إن امره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
فوجودك بلا عاهات تحتاج منك الشكر ولكن نري الأعجب أن أصحاب العاهات هم أكثر الناس شكرا
وإلي لقاء آخر باذن الله تعالى
مع تحياتي
