ترشيد إستهلاك المياه

ترشيد إستهلاك المياه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 17 نوفمبر 2023
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن من الطرق للمحافظة على الثروة المائية، هو حماية مصادر الماء وتتنوع مصادر المياه النقية لتشمل الأنهار والجداول والبحيرات، والخزانات والينابيع والمياه الجوفية، والتي تعد موردا لتوفير مياه الشرب العامة ومياه الآبار، وهناك عدة طرق لحماية هذه المصادر، ومنها تعديل السلوكيات اليومية للمحافظة على مصادر المياه ونظافتها، ومن الأمثلة على ذلك هو التخلص من الأدوات المصنوعة من المواد الضارة كالبلاستيك بشكل صحيح دون الإضرار بالبيئة، وعدم التخلص من النفايات الخطرة بإلقائها على الأرض.
أو في المجاري مما قد يؤدي الى تلوث التربة، والمياه الجوفية، أو المياه السطحية القريبة، وتجنب أو تقليل إستخدام بعض المواد السامة التي تساهم في تلوث المياه الجوفية أو السطحية قدر المستطاع، ومنها زيوت المحرك، والمبيدات الحشرية وعلب الطلاء والمنظفات والأدوية وغيرها من المواد والنفايات، وروى أصحاب الكتب الستة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ” رواه البخاري، ويمكن للأفراد المشاركة في الأعمال التطوعية التي تهدف للحفاظ على المياه من التلوث أو الإستهلاك، ومن هذه النشاطات، هو البحث عن منظمات تعنى بالمحافظة على مياه الأمطار، أو الآبار والتطوع للمساعدة.
ويمكن للشخص في حال عدم توفرها تشكيل فريقه الخاص من المتطوعين لخدمة البيئة، وكذلك الإنضمام لفرقة تنظيف الشواطئ، والينابيع، أو الأراضي الرطبة، مما يساعد في الحفاظ على البيئة، وكذلك تحضير عرض تقديمي وعرضه داخل المدرسة أو في إحدى المنظمات المعنية كقصور الثقافة لتسليط الضوء على أبرز المشكلات والمخاطر التي تواجه المياه، كالجريان السطحي للمياه الملوثة، وتهديد التوازن البيئي، والحرص على تقديم حلول وإجراءات للعمل على تفادي مثل هذه المشاكل كالحد من إستخدام الأسمدة والتأكد من سلامة أنظمة الصرف الصحي، والمشاركة في صنع الملصقات الملونة، والأعمال الفنية البسيطة والمفهومة، وتعليقها قرب مصادر المياه كالبحيرات والجداول لتذكير الأفراد بضرورة عدم إلقاء النفايات على الأرض.
وخطورتها على المياه السطحية، وكذلك تصميم المنشورات الإعلانية وتوزيعها على السكان المحليين والجيران لتذكيرهم بخطورة النفايات على جودة مياه الشرب المحلية، وتعد المياه إلى جانب الهواء من أهم عناصر الحياة، ولكنها من الموارد غير المتجددة، والتي قد يؤدي الإستخدام غير المنظم لها إلى نفاذها في المستقبل القريب، إلا أن إتباع أساليب المحافظة عليها قد يساعد على تجنب هذه الآثار في المستقبل، لذلك ظهرت الحاجة لدى العديد من المناطق والدول حول العالم إلى دعوة مواطنيها إلى ترشيد إستهلاك المياه للمحافظة عليها خاصة بعد أحداث سد النهضة، ويجدر بالذكر هنا أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو للمحافظة على المياه ومن أبرزها هو أهمية المياه على إبقاء البشر والحيوانات والنباتات على قيد الحياة.
وتوفر المياه مواطن بيئية متخصصة للحياة البرية، وإن ترشيد إستهلاك المياه ينعكس إيجابا على البيئة وعلى الدخل المادي للفرد، فتوفير إستهلاك الماء يوفر الطاقة التي يتم إستخدامها لتنقية المياه، وتسخينها، وضخها الى المنازل، مما يساعد بالتالي على التقليل من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون الى الهواء، والمحافظة على البيئة.