محافظات

ثلاثة حق على الله عونهم

جريدة الأضواء المصرية

ثلاثة حق على الله عونهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2024
الحمد لله الكريم الوهاب وهبنا نعمة الإيمان، والأمن في الأوطان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان المرسل بالقرآن إلى الثقلين الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة أعلمت أم جهلت فان قلت علمت لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفريضتها الآمرة هل ائتمرت والزاجرة هل ازدجرت، فأعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع، وقال محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى كل مالا يبتغى به وجه الله يضمحل.

وقال محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى لا يكن هم أحدكم في كثرة العمل ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه، وقال وهيب بن الورد رحمه الله تعالى اتقي الله أن تسب إبليس في العلانية وأنت صديقه في السر، وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى من تزين للناس بشيء يعلم الله منه غير ذلك شانه الله، وكما قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل فما أصنع بالعلم الذي كتبت؟ وإن من أبرز ما يقف أمام الشباب في طريقهم نحو الزواج هي تلك التكاليف الباهظة التي تثقل كواهلهم، وتجعلهم حبيسي الدّين، وربما حبيسي الغرف خلف القضبان، ولقد تكفل الله سبحانه وتعالي بجعل الزواج سبيلا إلى الغنى، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح.

ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما رغبهم الله تعالى في التزويج، ووعدهم عليه بالغنى، فقال تعالي ” إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاثة حق على الله عونهم” وذكر منهم الناكح يريد العفاف” رواه الترمذي والنسائي، فما منا أحد إلا وهو يكره أن يرى شابا من شباب المسلمين قد زلت به قدمه إلى فاحشة، فأصبح غرضا مستهدفا لشبكات البغاء والدعارة، وما منا من أحد إلا ويغار على حرمات المسلمين أن تنتهك وتلغ فيها الذئاب، وما منا من أحد إلا وهو كارهٌ أن تشيع الفاحشة في مجتمعات المسلمين، فلماذا إذن كل هذه المشقة والإعنات في الزواج؟ ولماذا إذا جاءنا أحدهم يطلب الأمر من حلال، ويطرق الحلال من بابه، أوصدناه دونه، وأقمنا له من الأحمال ما يثقل كاهله، ويضطره للديون، ويكرّهه في طلبته؟

أهكذا تكون إعانتنا له على إبتغاء الحلال وتيسيره له؟ فكم هو عجيب أمرنا أن نتذاكر سماحة الإسلام ويسره إذا توجهت إلينا تكاليفه، فإذا جاءنا خاطب يبتغي العفاف في النكاح، نسينا سماحةَ الإسلام ويسره، وتذكرنا شيئا واحدا، وهو أن بناتنا لسن بأقل حظا ولا قدرا من غيرهن، وكأننا في سباق مضاهاة وسمعة، ولنتذكر ونحن مصرّون على تعسير الزواج أن الفاحشةَ قد ذللت أسبابها للشباب تذليلا، وكثرت أمامهم مغرياتها، وبرزت للعيان إغراءاتها، فما انفتحت أبواب الفساد، إلا لما وضعت العراقيل أمام الراغبين في الزواج، بل لم ينتشر الإنحلال والدعارة، وما وراء ذلك وقبله، من المعاكسات، والعلاقات المشبوهة، والسفر إلى البيئات الموبوءة، والمستنقعات المحمومة، إلا بسبب تعقيد أمور الزواج، لا سيما مع غلبة ما يخدش الفضيلة، ويقضي على العفة والحياء.

مما يُرى ويُقرأ ويُسمع، مع ألوان الفساد الذي قذفت به المدنية الحديثة، وحدّث ولا كرامة عما تبثه القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية التي تفجر براكين الجنس، وتزلزل ثوابت الغريزة، وتدمر قيم الأمة وأخلاقها، فإلى الله تعالي المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن من منافع النكاح وأهدافه هو صرف الإنسان نظره عن التطلع إلى ما لا يحل له، وإحصان فرجه وحفظه ولذا أمر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم الشباب بالمبادرة إلى الزواج والمسارعة إليه، متى ما وجد الشاب ميلا غريزيا في نفسه إلى المرأة ودافعا إليها، فقال صلي الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم فإنه له وجاء” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى