مقال

كلما خبت زدناهم سعيرا

جريدة الأضواء المصرية

كلما خبت زدناهم سعيرا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 26 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام في خدمته.

وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته، وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد اتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن الزمان بليله ونهاره وشهوره وأعوامه آية من آيات الله تبارك وتعالى التي جعلها للعباد ذكرى وموعظة، وإشتداد الحر والبرد في هذه الحياة الدنيا من جملة الآيات الكونية التي يخوف الله تعالى بها العباد، ويخطئ من ينسب شدة الحر أو البرد إلى فصول معينة من السنة أو إلى بروج قمرية، فإن الأيام والأعوام والشهور لا تأثير لها في خلق الله، بل هي خلق من خلق الله جعلها الله مواقيت للناس ليعلموا عدد السنين والحساب.

وإن إشتداد الحر والبرد في هذه الحياة إنما هو من نفس النار من شدة حرها ومن شدة بردها وزمهريرها، يخوف الله تعالى بها عباده، ويذكر به من يتذكر ليتعظوا وينزجروا عما هم فيه من غفلة وإعراض عن الله تعالى،، ولذلك ترونه يختلف من سنة إلى أخرى ومن عام إلى آخر، ولقد أمر الله عباده أن يقوا أنفسهم وأهليهم من النار، ومعنى قوا أنفسكم أي إتخذوا وقاية بينكم وبين النار تقيكم من حرها وعذابها وذلك بطاعة الله تعالى وترك معصية الله، فإنه لا يقي من هذه النار كثرة الحصون أو كثرة الجنود أو كثرة المال والأولاد وإنه يقي منها رحمة الله تعالى والعمل الصالح، وكذلك أمركم بأن تقوا أهلكم وأولادكم من النار.

والأولاد والأهل هم الأولاد والنساء ومن تحت يد الإنسان، فإنه مكلف ومسؤول عنهم بأن يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصية الله وأن يبعد عن بيته وسائل الفتن التي كثرت في هذا الزمان فيخلي بيته من وسائل الفتن والشرور التي أضلت وأفسدت كثيرا من الناس إلا من رحم الله، وإن المسؤولية عظيمة، وخصوصا لما إشتدت الفتن في هذا الزمان، فيجب على أهل البيوت أن يحموا بيوتهم من هذه الأخطار التي هي طريق إلى النار، فاللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر اللهم لا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم لاتؤاخدنا بما فعله السفهاء منا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى