مقال

أمانة المسؤول أمانة عظيمة

جريدة الأضواء المصرية

أمانة المسؤول أمانة عظيمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 1 سبتمبر 2024
الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد روي عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما قال “لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “المكر والخديعة في النار” لكنت من أمكر الناس” وهذا هو أبو رغال حيث يعد أبو رغال الخائن الأكبر، الذي جعل من نفسه دليلا وعميلا لأبرهة الأشرم عندما عزم على هدم الكعبة، ولقد مر الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم بقبره فرجمه، فأصبح رجمه سنة.

وهذا هو عبدالله بن أبي بن سلول حيث خان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه، وإنخزل عنه عبدالله بن أُبي بن سلول بثلث الجيش، وقال قولته المشهورة “أطاعهم وعصاني” ويقول “ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟” وها هم المرجفون في غزوة تبوك حيث قال ابن إسحاق وقد كان رهط من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف، ومنهم رجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشن بن حمير، وقال ابن هشام ويقال مخشي، يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض أتحسبون جلاد بني الأصفر ويعنون الروم كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين في الحبال إرجافا وترهيبا للمؤمنين.

واعلموا يرحمكم الله إن أمانة المسؤول أمانة عظيمة لإختيار الأصلح لكل عمل دون مراعاة لأحد ولا محاباة لفرد من الأفراد ودون تقدير لشعور قريب أو صديق، فلن يجادل عن المفرط أحد يوم القيامة، بل سيقاسي ألوان العذاب بسبب تفريطه في الأمانة وتضييعه لها وسيكون جلساؤه خصماؤه وشهداء عليه، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيما رجل استعمل رجلا يعني أمره وولاه على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل، فقد غش الله ورسوله وغش جماعة المسلمين ” والمتأمل في هذا الزمن والناظر في واقع المسلمين اليوم يجد أن كثيرا من الأعمال يتولاها أناس لا يصلون كفرة فجرة، لا يخافون الله ولا يهابونه، فكيف تسير سفينة الحياة مع تلك الفئة من الناس، وروى الحاكم من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمّر عليهم أحدا محاباة، فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، حتى يدخله جهنم ” فتفكروا رحمكم الله في حال المسلمين اليوم والواقع الأليم الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن من توسيد الأمر لغير أهله من العصاة والفسقة والمجرمين والظالمين والمنافقين العلمانيين والشيعة الرافضة بل وحتى من الكفرة الفجرة الذين يستغلون مناصبهم لاستغلال المسلمين والذين لا يأبهون بأكل الرشوة بالباطل وتأخير معاملات المسلمين والذين لا يتورعون عن الظلم والعدوان ومع ذلك تجدهم قد تسنموا قمم المراتب وأعالي المناصب وأهل الخير والصلاح، أهل القرآن والسنة أهل الله وخاصته لا يقام لهم وزن ولا يُقدر لهم قدر.

ولا حول ولا قوة إلا بالله، لقد انقلبت الأمور وانتكست المفاهيم وتغيرت الأوضاع ونكست الطباع فأين العزة والفلاح وأين الرفعة والصلاح التي ينشدها المسلمون في كل مكان مع هذا التفريط في الأمانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى