
أم هانئ تجير رجلين من المشركين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 أغسطس 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، روي عن أبي مرة مولى عقيل ابن أبي طالب رضي الله عنه أن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فر إلي رجلان من أحمائي من بني مخزوم وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي، قالت فدخل علي علي بن أبي طالب أخي، فقال والله لأقتلنهما فأغلقت عليهما باب بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل جفنة إن فيها لأثر العجين وفاطمة ابنته تستره بثوبه فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشح به.
ثم صلى ثماني ركعات من الضحى ثم انصرف إلي، فقال صلى الله عليه وسلم مرحبا وأهلا يا أم هانئ ما جاء بك ؟ فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي فقال “ قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فلا يقتلهما” ويقول ابن هشام هما الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية بن المغيرة، وعن صفية بنت شيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة، واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته يستلم الركن بمحجم في يده فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحه فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس في المسجد، ويقول بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا، ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية الكريمة ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ثم قال صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، قال صلى الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده،
فقال يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين عثمان بن طلحة ؟ فدعي له، فقال صلى الله عليه وسلم “هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء” وذكر سفيان بن عيينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه “إنما أعطيكم ما ترزءون لا ما ترزءون” وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ما شأن إبراهيم والأزلام والله عز وجل يقول ” ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنفيا مسلما، وما كان من المشركين” ثم أمر صلى الله عليه وسلم بتلك الصور كلها فطمست.
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ومعه بلال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلف بلال، فدخل عبدالله بن عمر رضي الله عنه على بلال فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولم يسأله كم صلى فكان ابن عمر إذا دخل البيت مشى قبل وجهه وجعل الباب قبل ظهره حتى يكون بينه وبين الجدار قدر ثلاث أذرع ثم يصلي يتوخى بذلك الموضع الذي قال له بلال رضي الله عنه.