مقال

يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة

جريدة الأضواء المصرية

يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2024
الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، فاستغلوا هذه المواسم وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد إن في أي إستقبال عام هجري جديد يذكرنا بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم أن بعثه الله والضلال قد خيم على أهل الأرض وقد مقتهم الله عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، فبعثه والناس يعبدون الحجارة والأوثان والأولياء من دون الله ويعيشون على السلب والنهب والقتل.

فبعث الله محمدا رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فهدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة وبصر به من العمى وقام بأداء رسالة ربه خير قيام فبشر وأنذر، وصدع بأمر الله تعالى وجهر، وجعل المشركون يسخرون منه ويستهزئون به ويؤذونه أشد الأذى ويعذبون من آمن به ليردوهم عن دينهم وكان عمه أبو طالب يحميه من أذى قومه وكانت زوجته خديجة رضي الله عنها تؤنسه وتعينه واشتد أذى قومه له ولمن آمن به لما مات عمه أبو طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها فاشتد حزنه وتطاول عليه المشركون وقويت عليه الكربة وضاق به الحال فقيض الله له الأنصار من أهل المدينة والتقوا به في موسم الحج وآمنوا به وبايعوه على أن يمنعوه إذا قدم إليهم في المدينة مما يمنعون منه نساءهم وأولادهم.

وبعد البيعة أذن الله له بالهجرة فهاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول بعد ثلاث عشرة سنة من بعثته وبصحبته أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستقبله الأنصار ومنعه الله بهم من أذى الكفرة والمشركين وأسس الدولة الإسلامية وما هي إلا أعوام قليلة حتى فتح الله له مكة فدخلها فاتحا منصورا تحيط به جيوش التوحيد وكتائب الإسلام ثم دانت له عرب الجزيرة وتوطد فيها حكم الإسلام وعُبد الله وحده لا شريك له، ولكن كان للهجرة أحداث وأمور عظيمة، فعندما سمعت قريش بالخبر وهو خروج النبي صلي الله عليه وسلم سالما آمنا من الشباب الطامعين في قتله، فجن جنونها وثارت ثائرتها فوضعت جميع طرق مكة تحت المراقبة المشددة وأعلنت عن جائزة كبيرة قدرها مائة ناقة لمن يعيد محمدا أو أبا بكر حيين أو ميتين.

وفي بيت أبي بكر كان آل أبي بكر على موعد مع حدثين، أما الحدث الأول فقد انطلق نفر من قريش إلى بيت أبي بكر فقرعوا الباب فخرجت إليهم السيدة أسماء رضي الله عنها فقالوا لها أين أبوك ؟ قالت لا أدري، فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة شديدة حتى سقط قرطها من أذنها، وأما الحدث الثاني فقد كان أبو بكر خرج بكل ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم فأقبل والده أبو قحافة وكان شيخا قد ذهب بصره فدخل على السيدة أسماء رضي الله عنها وقال والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه، فقالت السيدة أسماء رضي الله عنها كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا فأخذت أحجارا ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده وقالت ضع يدك على هذا المال، فلما وضعها قال إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى