مقال

وصفات الجمال والكمال

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن النبي وصفات الجمال والكمال
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد لقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق، وكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يبغض الأصنام التي يعبدها قومه ويدرك أنها ليست الطريقة السليمة للوصول إلى الله عزوجل.

وقد ظهر هذا البغض للأصنام في قصة حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قبل أن يبشر بالنبوة ويشهد لهذا موقفه مع زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان هذا قبل البعثة فعن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال “وكان صنمان من نحاس يقال لهما، إساف ونائلة، فطاف رسول الله صلي الله عليه وسلم أي بالكعبة وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تمسه” وطفنا فقلت في نفسي لأمسنه أنظر ما يقول، مسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسمه أم تنهي” قال فوالذي أكرمه وانزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتي أكرمه بالذي أكرمه، وانزل عليه الكتاب” فكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يذهب إلى الغار ليتفكر في خالق هذا الكون ويتعبد له دون أن يعلم به أو يراه.

فقد فطر قلبه على الإيمان والبعد عن المعاصي والمكفرات لكنه لم يكن يدري كيف يعبد الله ولا على أي شريعة ويتضح هذا من قوله عزوجل ” ووجدك ضالا فهدي” وإذا ذكر نزول القرآن الكريم ذكر غار حراء ذلك المكان المبارك الذي كان يتعبد فيه الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان من كل عام حتى قبل الرؤيا ونزول القرآن، وللغار مكانة دينية عظيمة في نفوس المسلمين لأن ذكره ارتبط بذكر الرسول صلي الله عليه وسلم ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم به، ويعرف هذا الغار بجبل النور وهو يبعد عن المسجد الحرام مسافة أربعة كيلومترات تقريبا، وفي شمال شرق المسجد الحرام يقع جبل النور الذي يشهد كثافة عالية خلال هذه الفترة من الحجاج كونه أحد المناطق التاريخية التي يرتادها الحجاج.

وسمي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه ويوجد في هذا الجبل غار حراء وهو واحد من أهم الأماكن في تاريخ الإسلام وسيرة نبيه حيث كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيدا عن أهل مكة وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفيه نزلت أول آية من القرآن ” اقرأ باسم ربك الذي خلق” وغار حراء، هو الغار الذي كان يختلي فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، قبل نزول القرآن عليه بواسطة أمين الوحى جبريل عليه السلام ، وذلك في كل عام، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وغار حراء يقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى “جبل النور” أو “جبل الإسلام” على ارتفاع ستمائة واربع وثلاثين مترا.

ولا يتسع إلا لأربعة أو خمسة أشخاص فقط، وغار حراء هو فجوة في الجبل، بابها نحو الشمال، طولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجها نحو الكعبة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى