الدكروري يكتب عن شعبان تعظيما لرمضان بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأربعاء الموافق 21 فبراير 2024
الحمد لله العلي العظيم، البر الرحيم، جعل الإحسان إلى الزوجة من الدين فقال تعالي ” وعاشروهن بالمعروف ” وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل ” فإمساك بمعروف” والصلاة والسلام على النبي الحنون العطوف القائل في حجة الوداع ” أوصيكم الله في النساء” وعلى آله وأصحابه وأزواجه أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر شعبان، فقال الإمام ابن الجوزى رحمه الله تعالي، واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لإشتغال الناس بالعادات والشهوات فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير، ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر.
وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله “قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في شهر رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي شهر رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، فقال سلمة بن كهيل كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القرّاء، وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله وفي صومه صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره.
ثلاث معاني أحدها أنه كان صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغل عن الصيام أشهرا، فجمع ذلك في شهر شعبان ليدركه قبل الصيام الفرض، والثاني أنه فعل ذلك تعظيما لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيما لحقها، والثالث وهو أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم، وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله فإن قيل فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه قال “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم؟ فالجواب أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لإعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان، كما صرح به الشافعية وغيرهم، والأظهر خلاف ذلك.
وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، ويدل على ذلك ما خرجه الإمام الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال “شعبان تعظيما لرمضان” وهذا الحديث في إسناده مقال، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا.