
. ” الإبـداع قـضـيــة و مفـهــوم ”
بـــقــلــمـ✍️ أمين مراد
الإبداع له أكثر من تعريف و منظور و لكن يمكننا وصفه بأنه هو “جديد الفعل و القول المفيد المنفرد ، وليس صياغة ما هو مألوف و معهود ”
و يأتي نتاج لإصطدام الثقافة العامة و التجارب الحياتية مع الواقع ،
حتى و إن تلون شيئًا ما بالخيال إلا أنه لا بد أن يرتشف من كأس الواقع..
للإبداع أدوات كثيرة أهمها هي الموهبة ، و الموهبة لكي تنمو و تثمر يجب إصْقَالها بالأسس العلمية التي تضعها على المسار الصحيح و يأتي بعدها الثقافة العامة التي تتيح للمبدع رؤية الواقع بصورة واضحة و بينة يبني عليها وجهة نظر و رؤية مستقلة بعيدة عن أي مؤثرات،
و من ثم ينثرها و يبوح بها في أعماله ،
المبدع الحقيقي لا يحاول أن يقلد أحد حتى و إن تأثر ببعض الأساتذة الرواد أو التابعين أو المعاصرين ، إلا أنه يبقى منفردا له لونه و مذاقه الذي لا يختلط بغيره ،
الإبداع الحقيقي هو الذي يساهم في تقويم الإعوجاج و صلاح البيئة و الأوضاع المحيطة ، هو كلمة حق وسط الزيف و شعاع نور ينبثق من الظلمة ، و إن لم يستطع إحداث تغيير ما فإنه يكتفي بوصف الواقع بصورة و رؤية جديدة للعقل مشيرًا للعقبات و دالاً للحلول ..
هناك من يعتقد أنه كلما ظهر الإبداع في زي معقد كان أعمق و أكثر بريقًا ، و هذا غير صحيح ، الإبداع الحقيقي هو السهل الممتنع ، سهل الهضم لكل العقول تتذوقه جميع الفئات ، المثقفين و الدهماء،
يتحد فيه العقل و القلب معا و يخيطا رداء مزركش تنبهر به العيون و العقول و القلوب الأخرى و تقر بجماله .