نماذج مشرفة

طرائق رفع الكفاءة 

جريدة الأضواء المصرية

طرائق رفع الكفاءة 

         بقلم 

محمد ابراهيم الشقيفي 

قد يعلق فى إتصال ذهن القارئ مباشرة ، مقصد يختلف عن المراد الفعلي ، لذاك العنوان ، التي يهدف فى باطنه إلى ، أمر يتعلق بالعقل والمنطق ، لا بماكينة إنتاج هدفها العائد المادي ، بل نحن بصدد إعداد كوادر بشرية ذو عقلية ونفسية سوية ، غايتها الارتقاء بالمنهج التربوي ، لزيادة الربح المعلوماتي ، دون المضي في درب فلسفة عرجاء تعج الطرقات فيه باذناب الخسارة .

التطوير ورفع الكفاءة ، الربح والخسارة ، مصطلحات لصيقة بكل العلوم الكونية ، لا كما يظنها البعض ، ذو التفكير المحدود ، المجرد من التأمل ، أنها تتعلق بماكينة معينة لزيادة قدرتها على الإنتاج ، بل لغتنا ذات السلاسل الذهبية والاحراف المطاطية ، كلماتها تفهم حسب السياق.

القدرة على إيصال المساعدة لعقل يحاول إدراك العلوم ، أمر فى مجمله ، أصعب من التعلم ذاته ، 

لأن الفرد هنا قد يخاطب أمة بأكملها ، لذا وجب عليه دراسة ثقافتها ، وإن لزم الأمر ، التعرف على صفاتها الوراثية.

وفى ظل الطفرة المعلوماتية والتكنولوجية الرهيبة ، فإن المجتمع يحتاج إلى تبادل المعرفة ، وتعلم اللغات ، لكن عبر أناس يمتلكون القدرة على إيصال الهدف إلى مرمى شباك الحارس ، لعقل يستوعب كل الهجمات المشروعة ، ولغتنا العربية ، التى تحمل هويتنا ، ذات العمق والمعنى ، تشبه الورد الأبيض فى بستان الزهور ، الكل يقبل عليها ، يحاول أن يستمد منها قوة البيان .

الأمر فى حد ذاته يتطلب أولا وجود معلم بمواصفات عالية ، وقبل ركله وهروتله فى ملعب ، به صفوق وفرق ، ناطقة بغير اللغة العربية ، وجب إيجاد مناهج وطرق تدريس على أعلى مستوى ، لمخاطبة هؤلاء ، ومدرب قوى ، تتبع تعليماته المتدربين بحرص شديد.

ومن بين صفوة طليعة التقنيين المتخصصين فى هذا المجال ، ، بنت كوم حماده محافظة البحيرة الدكتوره ريم أحمد عبدالعظيم ، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بكلية البنات للاداب والعلوم والتربية ، بإحدى الجامعات المصرية العريقة ، عين شمس.

تلك النابغة صاحبة مرتبة الشرف ، ليسانس الآداب ، انفردت بعدة مؤلفات علمية في المجال التربوي ، من أبرزها تصميم المنهج المدرسي عمان ، وتحليل محتوى المنهج فى العلوم الإنسانية.

الساحة تفتقر إلى الخيال الأدبي ، اهتمت بطلاقة اللغة وأدب الطفل ،

فظهر جلياً في إنتاجها البحثي ، شموع اقوى من النفظ التي يضيء المصابيح ، لتنير عقول ، دمسها الظلام لعقود .

الدكتوره ريم الحاصلة على دكتوراه الفلسفه في التربية عام ٢٠٠٨ ، وصاحبة مؤلف الحوار الإعلامي ، قد عكفت على فهم التراكيب النحوية وزيادة المفردات اللغوية ، لدى دارسي اللغة العربية الناطقين بغيرها ، لتعطي معلومة ذات عمق يغوص في عقل المتعلم ، تناولت أبحاثها الرنانة التحليل الأخلاقي لبعض القضايا الجدلية ، لتنمية مهارات التفكير النقاشي.

إن أردنا تذوق حلاوة اللغة ، والشعور بجمالها الإبداعي والإنساني ، ننظر فى عناوين الكتب والمؤلفات ، التي خرجت من رحاياها ، فنجد الفرق بين الوصف والتوصيف ، وطرق يسلكها العابرون وطرائق تدريس اللغة ، التي يسلكها العارفين بالثقافة الفرعية للفئات المختلفة.

أيقونة التمكن ورفع كفاءة وطاقة المعلم فى عقدها العمري الرابع لكن منطقها ، يعود إلى جيل العظماء.

احرى بنا أن نجد بين العلماء منفذ ، نتنفس فيه دون أن ينشق للجدار غبار ، خاصة لو وجدت الحقيقة ضالتها العابثة فى ظلمات الجهل ، على يد أهل الاستشارة التربوية ، مهما قيل عنها ، لم يكفينا الشرح هى قامة علمية ، بزغ نجمها بين مفترق تحديات الحاضر وآفاق المستقبل ، لقد ساهمت في تنمية مهارات تحليل الخطاب اللغوي ، لدى متعلمي العربية الناطقين بلغات مختلفة عنها ، كما ساهمت ابتكارا فى الموضوعات ذات الصلة ، بالأعمال التدريسية وتطوير المقررات ، وعالجت مشكلات الميدان التربوي ، واهتمت كثيراً بنظريات التعليم ، شاركت ضمن هيئة تحكيم ، مجلة كلية التربية بالعديد من جامعات ، ومن أبرز الاسهامات بل اللمسات العطرية ،تحكيم بعض البحوث المقدمة للحصول على درجة أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية المساعد ، والمقدمة إلى لجنة ترقية الأساتذة المساعدين ، قطاع التربية ، المجلس الأعلى للجامعات اللجنة العلمية رقم ٢٤ ب .

 شغلها الجمع بين المعرفة العميقة باللغة العربية وفهم الثقافات المختلفة ، لغير الناطقين بها ، تبنت قضية التأهيل والتدريب التربوي ، من أجل تحسين البنية البحثية والعلمية والثقافية للمعلم ، عبر رفع مستوى كفاءة وعيه. حددت الأهداف بوضوح ، واهتمت دون أن تبالي لأمرين ، التدريب المستمر ، والتواصل الفعال، من بصماتها البحثية تنمية وعى معلمي اللغة العربية ببحوث الأداء وقياس تأثيرها على تحسين معتقدات فاعليتهم التدريسية ، نشر في مجلة دراسات المناهج وطرق التدريس عام ٢٠١٣.

لو تعرضنا لبعض الوقت من حياتها العلمية الكبيرة ، انتظرنا كثيراً ، أمام ما قدمت للأمة ، فقد عرف لها قدر بين أهل العلم ،كرمت من قبل الجامعة الأمريكية للتكنولوجيا والعلوم والآداب بأمريكا ، تقديراً لجهود وضحت معالمها ، فى ورشة عمل بعنوان تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، انصب يقينها على غرس القيم فى من يعلم ، قبل المتعلم ، شاركت وانضمت عضو رابطة التربويين العرب ، وعضو الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة ، لقوائم المحكمين للجنة العلمية للترقيات ، لفحص الإنتاج العلمي ، لشغل وظيفة الأساتذة تخصص المناهج وطرق التدريس ، هى صاحبة العشق والشغف ، دون إحداث شغب وخلل فى المفاهيم ، تبنت اصلاح رمانة الاتزان بين كفتي التأهيل التربوي وتكنولوجيا التربية، عبر وضع استراتيجيات رفع مستوى كفاءة وطاقة طالب العلم ، ناقشت واشرفت مائة وثلاثة بحث لطلبة الدكتوراه داخل وخارج القطر المصري ، واجتازت ثلاثون دورة تدريبية من أبرزها ، وهما يشبهان جناحى العملية التعليمية على أعلى المستويات ، بحثي قد تعلقا بإعداد المدرس الجامعى ، وأخلاقيات وآداب المهنة ، غرست دون غرور ، كيفية التحدث بلغتنا الأم دون استخدام لغة أخرى ، وهى تتلو دون تكلف نصوص عربية بسيطة ، كوسيلة سهلة لتعليم غير الناطقين باللغة العربية .

هى علامة فارقة ، بمحيط هذا التخصص، ولنا شواهد ذات حلقات متصلة ، بداية من المشاركات في خدمة المجتمع ، وانصهارا فى ورش العمل غير المنفصلة ، مثل ورشة كيفية تحويل المقررات التدريسية إلى إلكترونية ، والتدريب على مصادر المعلومات ، وقواعد البيانات العالمية، ولنا هنا فى هذا المقام الراقي، متسع بالقدر الكافي ، نبرز فيه المشروعات البحثية ، التى تم إنجازها ، واشملها المشاركة ضمن فريق العمل المشكل لإنجاز المشروع البحثي الممول من قطاع الدراسات العليا ، جامعة عين شمس ، تحت شعار متجانس ، يمثل قطاع عريض ، تحت عنوان ضغوط العمل المهنية وتأثيراتها المحتملة لدى معلمى التعليم العالي.

يجب أن نتفق ، دون إلزام بفرض رأى بعينه ، أننا أمام هالة من الجمال فى فضاء الكون الفسيح ، لمعت فى جبين من حرصت بكل حب ، على المشاركة في إعداد وتصميم يوم اليتيم ، بلمسة خلت من كل مشاعر العنصرية ، فضلاً عن اهتمامها بمقرراتها بطرق تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة ، لنقف عند هذا الحد ، حتى لا يلين القلم الذي لا يحتد ، إلا فى مواجهة الغضب وقول الحق.

الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي 

عضو اتحاد الأدباء العرب 

عضو رابطة الزجالين بجمهورية مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى