مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الشوكاني ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الشوكاني ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وهذا ملخص لما كتبه فعن بداية طلبه للعلم يقول الشوكاني رحمه الله تعالى “إني لما أردت الشروع في طلب العلم، ولم أكن إذ ذاك قد عرفت شيئا فيه حتى ما يتعلق بالطهارة والصلاة إلا مجرد ما يتلقاه الصغير من تعليم الكبير لكيفية الصلاة والطهارة ونحوها، وهكذا ظل العلامة محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني يأخذ عن شيوخه العلم حتى استوفى كل ما عندهم من كتب، بل زاد في قراءاته الخاصة على ما ليس عندهم، وكان طلبه للعلم في صنعاء نفسها، حيث يقول الشوكاني عن نفسه وكانت قراءتي لما تقدم ذكره في صنعاء ولم أرحل لأعذار منها عدم الإذن من الأبوين، وقد درس جميع ما تقدم ذكره، وأخذه عنه الطلبة، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه، فإذا فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه.

 

وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه من مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، واستمر على ذلك مدة حتى لم يبق عند أحد من شيوخه ما لم يكن من جملة ما قد قرأه، ثم يقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه ثم إن صاحب الترجمة جلس لإفادة الطلبة فقط، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس، في فنون متعددة، واجتمع منها في بعض الأوقات التفسير، والحديث، والأصول، والنحو، والصرف، والبيان، والمعاني والمنطق، والفقه، والجدل، والعروض، وقد تفرغ الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى لإفادة طلاب العلم، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس في فنون متعددة كالتفسير والحديث والأصول والمعاني والبيان، والمنطق، وتقدم للإفتاء وهو في نحو العشرين من عمره، وكانت ترد عليه الفتاوى من خارج صنعاء.

 

وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكاد الإفتاء يدور عليه وحده، وهو في هذه السن ويقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سؤال، أو مطارحة أدبية، أو نحو ذلك، ومن ذلك قوله أنا راض بما قضى واقف تحت حكمه سـائل أن أفوز بالخير من حسن ختمه وقد أحاط رحمه الله تعالى إلى جانب العلوم العربية الدينية بالعلوم الرياضية والطبيعية والإلهية، وعلم الهيئة، والمناظرة والوضع، وحده دون معلم مباشر، ودرّس هذه العلوم أيضا لتلاميذه، وفي الجملة، فقد درس دراسة واسعة، واطلع اطلاعا يندر أن يحيط به غيره، فليس من المستطاع سرد ما درسه من كتب، أو استجازه من مراجع، ومن يرجع إلى كتابه علي سبيل المثال إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر، يدرك مدى ما كان عليه هذا الرجل من تنوع في الثقافة، واتساع فيها.

 

وقد برع في كل ذلك تقريبا، وصنف ودرس فيه، ولا غرو أنْ رأينا بعض كتاب التراجم يعرّف به فيقول مفسر، محدث، فقيه، أصولي، مؤرخ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم، وكان من أبرز شيوخ الشوكاني هو العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي وقد وصفه الشوكاني بأنه كان يقبل عليه إقبالا زائدا، ويعينه على الطلب بكتبه، وهو من أرشده إلى شرح كتاب المنتقى، وأنه تأثر به في تقوية حياته الروحية، وتكوينه الخلقي، وخاصة خلق التواضع، وقد سمع منه كتاب التنقيح في علوم الحديث، ومن شيوخه أيضا هو الإمام الحافظ عبد القادر بن أحمد الكوكباني وقد وصفه الشوكاني بأنه كان أبرز علماء عصره وأكثرهم إفادة، وذكر أنه لم يكن في اليمن له نظير، وأقر له بالتفرد في جميع العلم كل أحد وهو من تلاميذ الإمام ابن الأمير الصنعاني، وحامل لواء السنة بعده وقد قرأ عليه الشوكاني مختلف الفنون.

 

من حديث وتفسير ومصطلح وغيره، وقد سمع منه كتاب صحيح مسلم وكتاب سنن الترمذي وبعض كتاب موطأ مالك وبعض كتاب فتح الباري، وبعض كتاب الشفاء، ومن شيوخه أيضا هو العلامة محمد علي بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد وقال عنه الشوكاني كان إماما في جميع العلوم، محققا لكل فن، ذا سكينة ووقار، قل أن يوجد له نظير، وهو شيخ الشوكاني في صحيح البخاري حيث سمعه منه من أوله إلى آخره، ومن شيوخه أيضا هو هادي بن حسين القارني وهو شيخ الشوكاني في القراءات والعربية، ثم أخذ عنه شرح كتاب المنتقى وغيره، ومن شيوخه أيضا هو العلامة أحمد بن محمد الحرازي وقد لازمه الشوكاني ثلاث عشرة سنة وبه انتفع في الفقه، والإمام الشوكاني له مؤلفات كثيرة تجاوزت مائة وأربعة عشر منها كتاب نيل الأوطار في الحديث، وفتح القدير في التفسير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى