
مازالت على قيد الحياة
بقلم عبير مدين
احيانا تتعرض لموقف يضعك في حالة فلاش باك تعيد من خلال تلك الحالة تقييم حياتك لكن هل سألت نفسك يوما إن كنت تنتمي لهذه الحياة و تعيشها ؟ أم أنك مجرد متعايش معها فقط لا غير؟
ان تكون عايش الحياة يعني انك تعيش حياة تحبها حياة تكون وفق هواك و مزاجك حياة تستمتع بكل تفاصيلها حتي الصعب منها لانك باختصار تحبها كما هي بحلوها ومرها.
عايش حياة حاربت حتى تصل إليها اخترتها بمحض إرادتك لم يفرضها شخص عليك أو الظروف
عند هذه المرحلة تجد نفسك منتمي لها فالبعض يعتقد أن الانتماء يقصد به معنى سياسي وهو الإنتماء إلى الوطن فقط لكن الانتماء انتماء روحي انتماء لحبيب يحتويك، انتماء لأسرتك التي كافحت لتكوينها، انتماء لجماعة، أو حزب، أو عمل ثم الانتماء للمجتمع الذي تعيش فيه يلي كل هذا الإنتماء للوطن.
الانتماء يشعرك بالايجابية ويلزمك داخليا بالإخلاص والولاء الغير مشروط لكل ما قررت أن تنتمي إليه.
اما ان تكون متعايش مع الحياة يعني انك مجبر على ظروف ودنيا فرضت عليك وضع لم تكن تريده وحرمتك من احلام وطموحات كنت ترغب أن تحققها الأصعب أن تحرمك من نفسك. أو أن تكون رحلة كفاحك جاءت مخيبة للآمال في النهاية كأن يخيب أملك في شريك حياتك أو لا تحقق الوظيفة التي تمنيتها يوما ما كنت تحلم به.
الخيبات التي تهزمك
من باب الايمان بقدر الله والرضا بالنصيب واقتناعك ان الخير دائما فيما كتبه الله لك ترضي بها وتتعايش مع حياتك و ظروفك التي ليست بيدك ولا اختيارك.
غالبا تتعايش دون سخط ودون أن تكون ناقم خاصة عندما تكون عملت كل ما بوسعك لتصل لما كنت تحلم به لكن إرادة الله حالت دون ذلك
تحاول أن تتأقلم قدر المستطاع تحاول أن تسعد نفسك في حدود المتاح والمقسوم
تحاول أن تسعد من حولك وانت تجاهد نفسك وتتقي الله قدر الإمكان
قد تنسى ما كنت تحلم به وقد يظل ساكن أعماقك وقد تدخل في حالة حرب مع نفسك كلما تمردت على هذا المفروض و جذبها الحنين إلى تلك الأحلام المدفونة.
ليس معنى أنك مازلت على قيد الحياة أنك عايش الفرق شاسع بين عايش و متعايش
ومؤلم أن يظنك الآخرين عايش وانت فقط متعايش.