ندوة عن مخاطر التنقيب عن الآثار بمديرية التموين بالفيوم
الفيوم : وليد توفيق
تحت رعاية السيد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم ،و الأستاذ سامح شبل وكيل وزارة التموين بالفيوم
نظمت مديرية التموين بالفيوم مع إدارة الوعي الاثري ندوة بعنوان مخاطر التنقيب عن الاثار .
وتحدث الاستاذ سامح شبل وكيل وزارة التموين بالفيوم إن الحديث عن التنقيب غير المشروع عن الآثار لا يتعلق فقط بخسارة مادية لتراثنا، بل هو فقدان لهويتنا، وتشويه لتاريخنا،
ورغم أن دور وزارة التموين قد يبدو بعيداً عن هذا الملف للوهلة الأولى، إلا أن الحقيقة مختلفة. فاقتصاد الظل، الذي يتغذى على أنشطة غير مشروعة مثل الاتجار بالآثار، ينعكس سلباً على المنظومة الاقتصادية الرسمية، ويُضعف من قدرة الدولة على ضبط الأسواق وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أن الإنفاق الذي يتم خارج الأطر القانونية، سواء في شراء أجهزة أو الاستعانة بالدجالين والمشعوذين، يسهم في تآكل دخول الأسر وإفقار المجتمعات.
ومن هنا، فإننا في وزارة التموين ندعم كافة الجهود التي تسعى لمواجهة هذه الظاهرة.
وقامت الدكتورة نرمين عاطف مديرة إدارة الوعي الأثري” بتوضيح مخاطر التنقيب عن الآثار”، وهو موضوع لا يمس فقط قطاع الآثار، بل يمس كيان المجتمع وهويته وتاريخه.
لقد وهب الله مصر تراثاً حضارياً لا مثيل له، يحكي تاريخ آلاف السنين، ويجسد عبقرية الإنسان المصري القديم. إلا أننا، وللأسف الشديد، نشهد في الآونة الأخيرة تزايداً في حالات التنقيب العشوائي وغير المشروع عن الآثار، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لهذا التراث.
وأؤكد أن الجهل هو أحد أهم الأسباب التي تدفع البعض للقيام بهذه الأفعال. الجهل بقيمة الأثر، الجهل بعقوبة التنقيب غير المشروع، والجهل بالأضرار الكارثية التي تلحق بالمواقع الأثرية نتيجة الحفر العشوائي، كلها عوامل تدفع البعض وراء سراب الثراء السريع.
إن التنقيب غير المشروع لا يهدد فقط الأحجار والتماثيل، بل يطمس الأدلة التاريخية والعلمية التي تمكننا من فهم حضارتنا بشكل دقيق، ويفقدنا كنزاً لا يمكن تعويضه.
دورنا كمعنيين بالوعي الأثري هو نشر المعرفة، والتواصل مع المجتمعات، خاصة في المناطق القريبة من المواقع الأثرية، لنوضح أن الحفاظ على الأثر لا يعود بالنفع فقط على الدولة، بل على المجتمع كله من خلال تنشيط السياحة وخلق فرص عمل مستدامة.
رسالتي اليوم لكل مواطن: الأثر ملكك.. لا تفرّط فيه، ولا تبيعه، ولا تدمره بحثاً عن وهم.
أشكر كل من ساهم في تنظيم هذه الندوة، وآمل أن نخرج منها جميعاً بعزيمة أقوى لحماية تراثنا، ونشر الوعي به بين كل فئات المجتمع