مقال

سواد بين الحب والإدارة.

سواد بين الحب والإدارة.

 

بقلم د/مصطفى النجار

 

لمس بعصاته الصغيرة بطن سواد ، أن استوى يا سواد ” فى الصف ” ، فقال لقد أوجعتنى ، وأريد القصاص ” ساعة الصفر فى ميدان القتال “.

 

أعطاه القائد العادل النبيل العصاة ليقتص ، قال كانت بطنى عارية فاستنكر الجمع ما يريد ، فرفع القائد الأعلى عن بطنه ليقتص سواد ، فانكب سواد يقبل الجسد الشريف يحتضنه ويبكى ، قال ما حملك على ذلك يا سواد ، قال يا رسول الله الأمر كما ترى ” أى قبل المعركة” ، وأحب أن يكون أخر عهدى بالحياة أن يمس وجهى جسدك.

 

أى حب هذا لسيدى ، وأى عدل هذا من سيدى ، ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ” ، تلك آية ربانية ، تمثل قاعدة ذهبية فى الإدارة ، لان لهم وعدل معهم وعفا عنهم ، واستغفر لهم ، وشاورهم فأحبوه ، و انقادوا إلية انقياد فراشات الربيع حول الزهور يحدوها العبير ، و داروا فى فلكه دوران الكواكب والنجوم حول الشمس تأسرها الأنوار.

 

تلك رسالة ذهبية فى الإدارة ، فإذا امتلكت القلوب سهلت عليك الإدارة ، ووجدت مرؤوسيك حولك يتلمسون ما تريد ، ينحتون الصخر حبا دون أمر ولا طلب ، ويتم إنجاز الأهداف كما تحب ، بل أفضل مما تحب.

 

لكن بالطبع هناك استثناءات ، لكن تظل هذه القاعدة القرآنية الإدارية صالحة للأغلبية أصحاب النفوس السوية.

 

فيا من تدير ستجد فى القرآن الكثير، مما يعينك على الإدارة ، تفكره ، تأمله ، طبقه ، وستجد الفرق والمتعة ، فلقد أنزله الخالق تبيانا لكل شىء ، نعم لكل شىء ، و بسيدك وسيد الخلق اقتدى ، ” شركة ، أسرة ، أى مؤسسة كبيرة او صغيرة “.

 

صلى الله من عملنا الكتاب والحكمة.

 

حفظ الله مصر

 

تحياتى وتقديرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى