مقال

ماذا بعد عندما تتلاشى الأخلاق وتختفى القيم من تركيبة المجتمع . 

ماذا بعد عندما تتلاشى الأخلاق وتختفى القيم من تركيبة المجتمع .

بقلم الكاتبة / أميمة العشماوى .

هل إختفت الأخلاقيات وأصبحت نادرة الوجود ؟ أم أنها حالة مرضية عارضة تأخذ وقتها وتمر بسلام بعد أن تمكنت بقوة فى تركيبة مجتمعنا المصرى وتغلغلت فى أعماقه لتصيبه بالتشوه الحاد فى ملامحه الأساسية الراسخة فى وجدانه والتى لم تتغير على مدار الزمن حتى أصبح السؤال الملح هل إنعدم الضمير وفسدت الأخلاق واختفت القيم التى تتحلى بها النفس البشرية والذى أصبح واضحا من خلال مانراه ونسمعه يوميا من خلال السوشيال ميديا ونشرات الأخبار من جرائم بشعة من حالات القتل والتمثيل بالجثث فى وضح النهار ماكانت موجودة فى قاموس مفردات المصريين ماذا حدث وما الأسباب ؟

أرى أنها أزمة ضمير وأخلاق فاسدة فقد تخطى فساد الأخلاق ذروته فى حالة من القسوة والعنف والتبجح حتى باتت أنواع الكثير من الجرائم البشعة تحتل صداراتها عمليات القتل الأسرية والتى تكاد تحدث يوميا مابين قتل الإبن لوالديه وقتل الأب لأبنائه والأم لفلزات أكبادها والأغرب قتل الزوج زوجته والعكس فهل ذهب حلم المدينة الفاضلة والتى ثبت أن لامكان لها على وجه الأرض فى خضم مجتمع إنتشر فيه التطرف والجهل وأصبح فيه طبقات أسرية فى العالى وطبقات فى الأسفل ؟

هل إستعاد المجتمع حريته المفقودة وتحرر من الخوف فقد أتت النتيجة عكسية حيث كشفت تلك العكسية عن الكثير من أفراد الشعب عن وجود وجوه قبيحة وأنياب تنهش وتكسر كافة القيم والأخلاق والمعاير التى تربينا عليها منذ قديم الأزل وتبدل الحال من القيم الثابتة التى تحلى بها المصريون مثل الأدب والكرم والشهامة والنخوة ومراعاة الجار واحترام الصغير للكبير والترابط الأسرى وغيرها من المثل العليا .

أرى أن الأحوال تبدلت حيث ظهر الفاسدين ومعدومى الضمير وأصبحوا متشعبون من الجذور للفروع نتيجة سنوات طويلة من التجريف الأخلاقى والتسطح وتفشى الجهل والفقر والمرض مما خلق أجيالا بمعايير وأخلاقيات دخيلة على مجتمعنا تحلل الحرام وتحرم الحلال فنتج عن ذلك أجيالا ناقمة على الحياة كارهة لأنفسها تفعل ماتشاء وقت ماتريد ومن هنا أرى أن إصلاح هذا المجتمع والحل القاطع لكل هذه المشاهد الدموية هو تكثيف كل المجهودات الإعلامية والفقهية لإصلاح هذه الأجيال التى أصابها هذا الوهن والمرض الخبيث والذى لابد من إستئصاله من جذوره وتطهير المجتمع بأسره من كل التشوهات الدخيلة عليه ونشر الوعى التربوى والتعليمى الصحيح وتغليظ القوانين الخاصة بمعاقبة الفاسدين وهنا لن يكون من هو بمأمن من العقاب ولامحصن بسلطة أو مال أو جاه مثلما كان بالماضى القريب هذا هو الحل الأكيد لإصلاح منظومة الأخلاق الفاسدة التى إبتلى بها مجتمعنا حديثا حتى أصبحنا لاندرى ماذا سيفعل السفهاء فى مجتمع كان آمنا مطمئنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى