مقال

نفحات إيمانية ومع أنس بن الحارث الأسدى ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أنس بن الحارث الأسدى ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أنس بن الحارث الأسدى، وقال أنس بن الحارث رضى الله عنه، سمعت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول”إن إبنى هذا، ويقصد الحسين، يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره” قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين” وكان أنس بن الحارث الكاهلي ممن صدّق ما روى، حيث شهد الإمام الحسين رضى الله عنه، في العراق فنصره، وقبل ذلك فقد شهد أنس بن الحارث بدرا وحُنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعده والى أهل بيته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، فهو الصحابي الشهيد بكربلاء أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي الأسدي، وفد نص ابن حجر على صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وعدّه من الكوفيين، ثم ذكر ابن حجر تشكيك البعض في كونه صحابيا، وأنه يروي هذا الخبر مرسلا عن أبيه، وقد ورد عن كثير استشهاده بكربلاء على الرغم من الحصار الذي فُرض على الكوفيين لئلا يغادر أحد منهم البلدة لنصرة الحسين بن على رضى الله عنه، ومع كل التهديد والوعيد الذي ملأ به الأمويون أسماع أهل الكوفة إن هم نصروا الحسين، فقد استطاع الصحابي أنس بن الحارث أن يصل إلى كربلاء بعزيمة راسخة وجنان ثابت، كيف لا وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم كلامه السابق، فجاء إلى الحسين رضى الله عنه، عند نزوله كربلاء، والتقى معه ليلا، فكان ممن أدركتهم السعادة باللحاق بالركب الطيب، وقد روى أهل السير.

 

أنه لما جاءت نوبته استأذن الحسين رضى الله عنه، في القتال فأذن له، وكان شيخا كبيرا، فبرز وهو يقول قد علمت كاهلها ودودان والخندفيون وقيس عيلان بأن قومي آفة للأقران وهو يقصد كاهل ودودان، وهما بطنان من أسد بن خزيمة، ثم قاتل رضى الله عنه، حتى قُتل، ولا شك في أن لهذا الصحابي الجليل أنس بن الحارث رضوان الله تعالى عليه، دورا بارزا في معركة طف كربلاء في نصرة الإمام الحسين رضى الله عنه، وقد تقلد بعض الأدوار في تلك المعركة من قبل الإمام الحسين رضى الله عنه، وذلك لشجاعته وقوة عقيدته وصلابة إيمانه وحبه وولائه للبيت النبوي الشريف، ومن الأدوار التي أُوكلت إليه، هو إرساله من قبل الإمام الحسين رضى الله عنه.

 

وكان ذلك ليوعظ عمر بن سعد، بعد أن وعظ الإمام الحسين رضى الله عنه، أعدائه، فرآهم الحسين رضى الله عنه، لا ينفع بهم الوعظ، وإن الشيطان أغرهم بالدنيا الدنية الزائلة، ورآهم الحسين رضى الله عنه، مصرين على مقاتلته، فرجع الحسين رضى الله عنه، إلى أصحابه وقال لهم قول الحق سبحانه وتعالى ” استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون “فأمر الحسين رضى الله عنه، الصحابي أنس الكاهلى أن يذهب إلى القوم ويعظهم مرة أخرى، عسى أَن يرجعوا، وقال الحسين رضى الله عنه ” أنا أعلم أَنهم لا يرجعوا ولكن تكون حجة عليهم ” فانطلق أنس فدخل على ابن سعد، ولم يُسلم عليه، فقال ابن سعد له.

 

لِما لم تسلم عليّ ألست مسلما؟ فرد عليه أنس بن الحارث رضى الله عنه، فقال له، والله لست أنت مسلم، لأنك تريد أَن تقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا ردا قويا جعل من ابن سعد أن ينكس رأسه إذلالا، ويقول والله إنى لأعلم أَن قاتله في النار ولكن لا بد من إنفاذ حكم عبيد الله بن زياد، فرجع أنس رضى الله عنه، إلى الإمام الحسين رضى الله عنه، وأخبره بذلك، وكان عندما نوى الإمام الحسين رضى الله عنه، الرحيل إلى العراق، فكان هذا الصحابى الجليل ملازما له، ومن أنصاره في الطف مع من أدركته السعادة، وكان شيخا كبيرا طاعنا في السن وقورا شجاعا، وعندما وصلوا إلى طف كربلاء وعند ملاقاة القوم لهم، طلب من الإمام الحسين رضى الله عنه، أن يأذن له في القتال وأن يجاهد بين يديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى