مقال

حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدمحقهن

جريدة الأضواء المصرية

حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا وصرفهم كيف شاء عزة واقتدارا، وأرسل الرسل إلى الناس إعذارا منه وإنذارا، فأتم بهم نعمته السابغة وأقام بهم حجته البالغة، فنصب الدليل، وأنار السبيل، وأقام الحجة وأوضح المحجة، فسبحان من أفاض على عباده النعمة وكتب على نفسه الرحمة، أحمده والتوفيق للحمد من نعمه وأشكره على مزيد فضله وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الأرض والسموات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ولأجلها جردت سيوف الجهاد وبها أمر الله سبحانه جميع العباد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأمده بملائكته المقربين وأيده بنصره وبالمؤمنين، وأنزل عليه كتابه المبين.

أفضل من صلى وصام وتعبد لربه وقام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام أما بعد إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة، وأعلى منزلة، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين ويجب أن يكون في معرفة فضلهن ومحبتهن حيث قال أبو بكر الباقلاني” ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع ونقر بفضل أهل البيت بيت رسول الله وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقا للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك ” وكذلك الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن، ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين. 

هو الاقتداء بهن في كل شيء، فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق، فهذه هي أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها تتقدم على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيرا ونذيرا، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما ” كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ” وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين، فهذا جبريل عليه السلام ينزل من السماء فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم وقد طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة ” أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة” وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن.

لا نستطيع أن ننكر على إحداهن رضي الله عنهن أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش رضي الله عنها تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك، فقال ” أسرعكن لحاقا بي أطولكم يدا ” ومن الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن، وكما أن من الأدب معهن التسمي بأسمائهن حيث ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين، وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما بإتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين، وأن يتخلقن بأ

خلاقهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى