في الأيام القليلة الماضية و حتى اليوم نجد حرائق في مناطق متفرقة ؛ و ما يحزنني أنها سببت خسائر فادحة.
فهل هذه الحرائق طبيعية و حدثت بمحو الصدفة ؟؟؟
حقيقة كنت أعتقد أن الأمر طبيع حينما سمعت بأحداث الحرائق بداية ؛ لأن الحرائق أمر من الممكن أن يحدث في أي مكان و له أسباب متعددة ؛ لكن أن تحدث حرائق يومية و بهذا الشكل الكبير ؟؟؟
لا أحب أن أذهب دائما لنظرية المؤامرة و أن خلف كل حدث شيء به ترتيبات ضد الدولة ؛ ولكن ما يحدث أمر غير طبيعي على الأطلاق ؛ مما جعلني أتشكك في الأمر و ألفت النظر إليه ؛ لكي نتفكر سويا و من منظور آخر.
في الأوقات الأخيرة وجدنا تهديدات من دول كبرى ضد مصر و القيادة السياسية تحديدا ؛ و التحدث الدائم عن فشل القيادة السياسية و المؤسسات المعنية في إدارة الدولة ؛ و كل ذلك التصريحات من أجل أحداث فوضى كبيرة داخل مصر.
و الحرص على تفجير الوضع الداخلي جاء بعد أن تأكدوا أنهم فشلوا في أحداث أي فوضى في احلك الأوقات بعد ممارسة الحصار الاقتصادي الكبير علينا وتضيق الخناق على المصادر التي تضخ العملة الصعبة داخل مصر مثل قناة السويس و هذا على سبيل المثال وليس الحصر.
لأنهم بعد أن نجحوا في تفكيك جميع الدول من حولنا و اشعال المنطقة بالكامل ؛ لن يستطيعوا بفضل من الله أن تكون مصر هي الأخرى مدمرة.
لأنهم يعلمون جيدا اذا تدمرت مصر و هي الدولة المحورية بالمنطقة ؛ ستكون المنطقة بأكملها لقمة سائغة أمام الكيان المحتل لتنفيذ جميع المخططات و التي لم يتبقى فيها إلا السطر الأخير.
و قد لاحظنا حرصهم على تفجير الوضع الداخلي لمصر أنما جاء بعد وقوفهم على قوة الجيش المصري ؛ فقوة الجيش المصري جعلهم يتفكروا كثيرا قبل أن يقرروا المواجهة المباشرة معنا.
فهم لم يجدوا أي حل إلا تفجير الدولة من الداخل.
و تفجير الدول من الداخل أنما امرا مدروسا ؛ يكون من خلال عمليات منظمة من بث الشائعات المغرضة و السعي على عمل الفتن الطائفية و ملف اللاجئين و الذين لم يكن لهم مأوى إلا مصر بعد تدمير دول الجوار و التركيز على التشكيك الدائم بين الجميع مع الضغط على الدول الأخرى بعدم تقديم أي مساعدات و ضيق الخناق من الخارج ؛ حتى لا يستطيع المواطنين تحمل الضغوط عليهم فا يقوموا بتدمير بلادهم دون أن يشعروا من خلال عمل الفوضى و التخريب و الثورات.
و قد مارسوا أصعب السيناريوهات علينا و ذلك بعد رفض التهجير القصري لإخواننا في غزة و تصفية القضية الفلسطينية من خلال نقلهم إلى سيناء ؛ و برغم المغريات المقدمة التي عرضت على القيادة السياسية؛ لم يتم قبول أي عرض برغم ضخامة العروض المقدمة ؛ و التي لا يستطيع أن يرفضها عقل ؛ لأن ظاهريا هي عروض لحل أهم مشكلة بالدولة و هي المشكلة الأقتصادية ؛ و هذا الرفض و الثبات عليه دون الدخول في أي تفاوض كان نتاج إدراك القيادة السياسية خبث المخطط الموضوع لتدمير الدولة و تصفية القضية الفلسطين.
فكانت السيناريوهات معقدة للغاية و لا يدركها الكثير.
فأتمنى من الجميع بعد أن تكلمنا كثيرا عن المخططات الخبيثة أن يدركوا الأمر جيدا و يقوموا بتحمل المسؤولية مع القيادة السياسية و الجيش حتى نستطيع عبور تلك المرحلة العصيبة. و أن نحافظ على بلادنا من خلال الابلاغ السريع عن أي أمر نستشعر فيه الخطورة ضد الدولة لكي نفعل دور الفرد داخل الوطن لأن الوطن الأن يحتاج الجميع.
فهذه الحرائق تجعلنا نتشكك فيها بسبب كثرتها و تكاد أن تحدث كل يوم تقريبا ؛ و تشككنا فيها بسبب صعوبة المرحلة التي تمر بها المنطقة وليست مصر فقط.
أخيرا أسأل هل الحرائق داخل مصر أمر طبيعي أم يجعلنا نتفكر سويا لمعرفة أسباب الحرائق ؛ و التي نتمنى أن تكون أمر طبيعي.
فأتمنى أن تجيب الجهات المعنية على هذا السؤال لكي نعلم حقيقة الأمر.