أخبار الرئاسةأخبار رئاسة الوزراءأخبار مصرأسواق المالالشركاتمقال

“بلبن” وأزمة الثقة: كيف أنقذ تدخل الرئيس السيسي أحد رموز ريادة الأعمال في مصر؟

يكتب ✍✍✍ دكتور / علي جمال عبد الجواد مدرس أدارة الأعمال والمالية .

في مشهد يُجسد التفاعل السريع بين القيادة السياسية وواقع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، جاء تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل أزمة سلسلة محلات “بلبن” بمثابة إنقاذ عاجل لمشروع واعد كان يواجه خطر الانهيار، ورسالة مباشرة إلى المستثمرين مفادها أن الدولة تدعم بيئة استثمارية صحية ومتزنة.

القصة من البداية: مشروع بدأ من الصفر وكاد أن يختفي

“بلبن” ليست مجرد سلسلة محلات لبيع منتجات الألبان والعصائر، بل تمثل نموذجًا لقصة نجاح ريادية بدأت من الصفر، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا في السوق المصري عبر الاعتماد على الابتكار والهوية المصرية الأصيلة. مع تزايد الضغوط الاقتصادية، وصعوبة توافر التمويل، بجانب تحديات تشغيلية معقدة، أعلنت السلسلة عن نيتها إغلاق جميع فروعها داخل مصر، في بيان أثار موجة من الحزن والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

سرعان ما تحولت القضية إلى رأي عام، وبدأت تتصاعد الأصوات التي تطالب بضرورة تدخل الدولة، خاصة في ظل ما تمثله مثل هذه المشاريع من فرص عمل وارتباط اجتماعي قوي مع المستهلك المصري.

الرئيس يتدخل: دعم غير بيروقراطي واستجابة فورية

وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي الجهات المعنية بالتواصل مع إدارة “بلبن” فورًا، والعمل على دراسة التحديات التي دفعتها إلى إعلان الإغلاق، مع السعي الجاد لحلها. هذا التدخل الرئاسي أعاد الأمور إلى نصابها، حيث أعلنت الشركة عن إعادة تقييم موقفها، وتوجهها نحو الاستمرار في العمل بالتعاون مع مؤسسات الدولة.

تدخل الرئيس لم يكن فقط لحماية مشروع بعينه، بل كان بمثابة تجديد ثقة للمستثمرين بأن السوق المصري يملك قيادة قادرة على حماية رأس المال الوطني، وتقدير المشروعات المنتجة التي تخدم الاقتصاد وتوفر فرص عمل.

رسائل اقتصادية مهمة للمستثمرين

ما حدث في أزمة “بلبن” لم يكن مجرد قرار لحل مشكلة، بل كشف عن مجموعة من الرسائل الاقتصادية المهمة:

القطاع الخاص شريك أصيل في التنمية: دعم الدولة للمشروعات الصغيرة يعكس رؤية جديدة قائمة على تشجيع القطاع الخاص كشريك رئيسي في تحقيق النمو الاقتصادي.

مرونة الدولة في دعم الاستثمار: التحرك الرئاسي السريع يُظهر استعدادًا حقيقيًا لدى الدولة للتفاعل مع قضايا المستثمرين بعيدًا عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة.

طمأنة لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية: هذه الرسالة الإيجابية من رأس الدولة أعادت رسم صورة السوق المصري كمكان قابل للاستثمار والحماية، خاصة للمشاريع الناشئة التي تحتاج دعمًا أكثر من القيود.

التأثير على البورصة والسوق

أثّر هذا التدخل الرئاسي بشكل غير مباشر على السوق المالي، حيث عاد الزخم لمعنويات المستثمرين الأفراد. سجلت بعض الأسهم المرتبطة بقطاع الأغذية والخدمات الاستهلاكية ارتفاعات ملحوظة، كما ارتفعت قيمة التداولات اليومية في البورصة المصرية بنحو 5% خلال الأيام التالية للإعلان، وفقًا لبيانات السوق، في إشارة إلى ارتياح عام من بيئة الأعمال.

خاتمة: مشروع “بلبن”… قصة تستحق الاستمرار

ما بين التحديات الاقتصادية والضغوط التشغيلية، تبقى قصة “بلبن” مثالًا مهمًا لقوة ريادة الأعمال في مصر، وتأكيدًا على أن الإرادة السياسية عندما تلتقي مع الأفكار الواعدة، يمكنها أن تغيّر مسار أزمات كادت أن تنهي مشروعات ناجحة.

ويؤمل أن يكون تدخل الرئيس السيسي نقطة انطلاق نحو نهج مستدام في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ليس فقط في مرحلة الأزمات، بل أيضًا من خلال بيئة تشريعية ومالية تشجع على النمو والابتكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى