مقال

اليوم الدولي للضمير

جريدة الأضواء المصرية

اليوم الدولي للضمير

5 نيسان/أبريل

تأسس هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 يوليو 2019، بتبني قرار الأمم المتحدة 73/329. تم الاحتفال باليوم الدولي الأول للضمير في 5 أبريل 2020 (ويكيبيديا).

الضمير غير ملموس بل هو إحساس يُنمى منذ الصغر بالتربية، بالتأنيب عند شعور الإنسان بالذنب من عدمه. حتى الإنسان بحد ذاته قد يؤنب نفسه.

إذا شعر بالذنب، يكون ضميره حيًا، أما إذا تفاعل مع الخطأ وأصر على فعله، فهو فاقدٌ له..

الإنسان الحي يتمتع بالضمير، أما الإنسان الميت فلا. كأن الضمير جزء من الروح؛ عندما تغادر الروح الجسد بتوقف القلب عن ضخ الدم.

صاحب الضمير الحي يتمتع بالعقلانية والروح السمحة..

الضمير كأستاذ المدرسة، يؤنب الطالب الكسول والفاشل حتى يتحسن أداؤه، ويرتاح الطالب المجتهد المعطاء..

المرتاح الفكر يتمتع بالهدوء الجسدي والنفسي، يعطي ويُنتج، وينام مرتاح البال. كما يكون تواصله مع الآخرين باحترام ومودة ..

الضمير كميزان الصائغ، دقيق، يفرق بين الصالح والطالح، قفلٌ على اللسان حتى لا يتفوه صاحبه بما يُسيء إليه أو يُسيء للآخرين، فلا يقع في أفخاخ لا تحمد عقباها ..

يقال إن الدين هو الرادع عن الشر والضابط لعقول البشر، كما أن التربية السليمة تُسهم فيه ، في هذا في هذا نعم

لكن كم من ملحدٍ متمتعٍ بضمير حي، لا يظلم أحدًا، ولا يخالف القوانين، يحترم نفسه كما يحترم الآخرين. تربيته سليمة، ومعشره أيضًا. من هذا المبدأ، من تربى على الخير لا يصدر منه إلا الخير. والخير هو من صاحب الضمير الحي، لأن الشر يصدر عن شرير تعطلت لديه سمات الحياة الكريمة، يقتل الآخرين بدم بارد، يسرق ويفعل الموبقات، يُوقع الناس في شر أعماله. عند هذا النوع من البشر، مات الضمير، والأسباب متعددة

قد يكون قد تعرض لظلم في حياته وهو بريء، فكانت ردة فعله الانتقام من المجتمع على مبدأ “إذا لم أكن قويًا جبارًا، فإن المجتمع سيدوسني”، أو أن القوانين ظلمته.

من تربى في بيئة لا تحترم القيم والمفاهيم الاجتماعية، لا ضمير يضبط أقواله وأفعاله، فيصبح مثلهم .

أما الضمير المهني،

كم من عامل تعطلت عنده مفاهيم الضمير ومفاعيله، ينشغل في عمله، مع أن هذا الوقت مدفوع الأجر، وفي هذا يُعد سرقة .

كم من تاجر يغش بالميزان وبأسعار السلع، وإذا سئل من قبل الشاري أو تمنع الشاري عن الشراء بسبب غلاء الأسعار، يرد بوقاحة: “إذا كان في السوبرماركت سعر هذه السلعة أرخص؟ السوبرماركت تتبضع بكميات كبيرة لذلك يناسبها البيع بسعر أرخص”. جوابه عذر أقبح من ذنب. في هذه الحالة، يمكن تقييم المجتمع من خلال تعامل أفراده مع هذا البائع. مع الوقت، يمتنع الغالبية عن شراء سلعته، ولا يعود يقصده إلا المضطر.

يرشدنا الضمير إلى الصواب، بينما الشر والشرير يصورون لنا المفاسد على أنها الطريق السليم إلى الربح السريع والمضمون، رغم القوانين والمجتمع والحياة السليمة” من مبدأ (أيا ضمير، مات الله يرحمو)”

من يقع في هذا الفخ رغم ضميره الحي، يبقى معذبًا في نفسه وفكره، وإن نسي مع الوقت ما حدث مع غيره، مما تعرض له، تستيقظ أفكاره المرهقة التي جعلته ضحية. فيعود فكره إلى الحالة التي كان بها عند تعرضه لذلك الذنب .

يقال إن كلما زاد علم الإنسان، نما ضميره أكثر. بوجه عام، هذه المقولة صحيحة، لكن الواقع في مجتمعنا اليوم هو أن البعض، كلما زاد علمه ومعرفته، كلما تمرس في الشر متناسيًا الضمير والقيم والأخلاق والمبادئ الاجتماعية والتربوية والدينية.

ملفينا توفيق ابومراد 

عضو إتحاد الكتاب اللبنانين 

لبنان 

5/4/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى