كان هناك شاب اسمه *سعيد*، نشأ في أسرة متواضعة، وكان والديه، خاصة والدته، يحرصون على تربيته وتعليمه وتوفير جميع احتياجاته. على الرغم من ظروفهم الصعبة، كانوا يبذلون جهدهم ليحصل سعيد على كل ما يحتاجه.
كبر سعيد وبدأ يحقق بعض النجاح في حياته المهنية. حصل على وظيفة جيدة وبدأ يكسب المال، ولكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر أن والديه أصبحوا عبئًا عليه. كان يعتقد أن والديه لم يعد لهم أي دور في حياته، وأنه لم يعد بحاجة إلى نصائحهم.
بدأ سعيد يبتعد عن والديه، وكان يرد على نصائحهم بأسلوب قاسي، وأحيانًا يتجاهل طلباتهم. لم يعد يهتم بهم كما كان في الماضي، وأصبح يعاملهم بتعالي.
ذات يوم، مرضت والدته مرضًا شديدًا، وكان يحتاجون إلى رعاية وعناية. لكن سعيد كان منشغلاً في عمله وحياته الخاصة ولم يعر اهتمامًا لحالة والدته. كان يظن أن والديه في مرحلة متقدمة من العمر ولن يحتاجوا إلى الكثير من العناية.
مرت الأيام، وبدأت صحة والدته تتدهور بشكل أسرع. وأثناء تواجد سعيد في العمل، تلقى خبرًا صادمًا: والدته توفيت.
حزن سعيد كثيرًا، وملأته مشاعر الندم. كان يشعر بالذنب لأنه لم يقدر معاناة والدته في أيامها الأخيرة، وأنه تركها تعاني بينما كان مشغولاً بنفسه. تفاجأ سعيد أنه لم يعد يستطيع أن يعوض والدته عن الوقت الذي ضيعه في حياتها. كانت تلك اللحظة بمثابة درس قاسٍ له عن قيمة الوالدين وأن العقوق هو أكبر خطيئة يمكن أن يرتكبها الإنسان. منذ ذلك اليوم، قرر سعيد أن يعيد تقييم علاقته بأبيه. بدأ يعتني به ويحرص على قضاء الوقت معه، ولكنه لم يكن قادرًا على تغيير ما حدث مع والدته. لكن في قلبه، كان يعلم أن الوقت لا يعود، وأنه يجب أن يقدر كل لحظة مع والده الذي لا يزال على قيد الحياة.